أساتذة معهد الفنون يحرّرون مواهبهم الدفينة

«انتفاضة» ليوسف غزاوي (أكريليك على قماش ـــ 70 × 100 سنتم ــ 2015)
«انتفاضة» ليوسف غزاوي (أكريليك على قماش ـــ 70 × 100 سنتم ــ 2015)


أساتذة الفن هم من يخرَّجون الفنانين، لكن هؤلاء الذين يعملون بصمت، ما طالبوا يوماً بشهرة، ولا جزاءً. ومَن اقتربت الأضواء من لوحاتهم، لم يبَدّوها على رسالتهم التعليمية. بعضهم من أعمدة الفن التشكيلي في لبنان ومؤسسي قسم الفنون التشكيلية، غادرونا على عجل إلى دنيا الحق، وبقي طيفهم حاضراً في المواد التي علّموها. آخرون أعطوا حتى الرمق الأخير، ناقلين عصارة تجربتهم البصرية إلى جيل شاب عطشٍ، حتى أثمر الأخير وطاب تحت إشرافهم.

أما الباقون من أساتذة الرعيل المعطاء، فما زالوا يفيضون بكرمهم ويقفون مع الجيل الشاب من أساتذة معهد الفنون، ليكون للكل معرضهم الجماعي اليوم. فمن قلب معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية (الفرع الأول ـ الحدث) حيث تخَرَّج مئات التشكيلين الذين صنعوا المشهد الفني للبنان والمنطقة، يفتتح اليوم أول معرضٍ لأساتذة قسم الفنون التشكيلية برعاية رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب. «لم يكن إنشاء معهد الفنون وليد المصادفة، أو نتيجة قرار إداري في لحظة من لحظات التاريخ المعاصر، بل كان نتيجة ملحّة على الصعيدين الفني والثقافي مدعومة بالجهود والتضحيات التي بذلتها نخبة من المثقفين والفنانين والطلاب في عام 1965.

لقد استطاع المعهد أن يؤسس الخامة الفنية للمشروع الثقافي في لبنان، ويرفد الحياة الفنية بالأسماء اللامعة، فاستحق احترام المؤسسات الفنية العالمية، وباتت أعمال الكثير من خرّيجيه تحتلّ المواقع والمتاحف العالمية». هكذا افتتح مدير معهد الفنون المهندس علي مهدي الحسيني قائمة الأعمال المعروضة. وختم متمنياً «كلّ النجاح لأساتذة قسم الفنون في معرضهم الأول في المعهد، الذي سيكون بمثابة الإعلان عن افتتاح المتحف الدائم للفنون في الحدث خلال الشهر المقبل».

إعلان بمفعول مضاعف، تبعه يوسف غزاوي رئيس قسم الفنون التشكيلية والمساهم الأساسي في مبادرة إطلاق هذا المعرض السنوي، بالقول: «معهد الفنون، بفرعه الأول، هو عرين الفن التشكيلي ومصدر إطلاق المواهب (...) هذا المعرض هو عيد للفن، وتحية لأساتذته، الحاضرين والغائبين، وهو محطة أولى، آملين تكرارها، وبزخم أكبر، في السنوات المقبلة، وأن يكون نواة لتجمّع فنّي تحتاج إليه الساحة الفنية في هذا الوطن الصغير بحجمه والكبير بمبدعيه».

في حديث إلى «الأخبار»، يعرب غزاوي عن أمله بتوسع المعرض في السنوات القادمة، ليشمل كل الفروع، مثنياً على التشجيع الذي تلقته المبادرة من قبل إدارة المعهد بشخص مديرها المهندس علي مهدي الحسيني.

أكثر من 25 أستاذة وأستاذاً من قسم الفنون التشكيلية من مختلف الأجيال، سيعرضون كل شغفهم اللوني وإيمانهم التشكيلي. يشبكون لوحاتهم تحت سقف المعهد على اختلاف عقائدهم التشكيلية ومذاهبهم الفنية، ومللهم التقنية. ينسجون بلوحاتهم المتنوعة المواضيع والأشكال والأحجام والتقنيات معرضاً واحداً موحداً. يعلّق غزاوي «هؤلاء الأساتذة المبدعون هم عصب الفنّ في هذا الوطن ومحركه من خلال نبض الطلاب ومواهبهم التي تحتاج إلى صقل ودفع لتؤسس لجيل واعد ومنتج». أما الأساتذة المشاركون فهم: ابتسام الرفاعي، أحمد جفال، أمل فتوني، إيمان مقدم، حسن بدوي، حسين حسين، دارين جابر، رانيا عمرو، رجاء حطيط، سامي كنعان، سليم شمس الدين، سوزان شكرون، صونيا الرضي، صالح الرفاعي، طلال الحاج حسن، عباس مكي، علي حرقوص، علي اللمع، فاطمة الحاج، فاطمة كوثراني، مايا حيدر، ميلاد عويضة، ناصر حلبي، يوسف نعمة، يوسف غزاوي وكاتبة هذه السطور.

«معرض الأساتذة»: بدءاً من اليوم حتى 19 أيار ـ قاعة المعارض في مبنى معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية (المدينة الجامعية ـ الحدث).

تعليقات: