ليلة القبض على رئاسة الجمهورية


السلطة تعني القوة... ومن بيده القوة تقع عليه المسؤولية... ومن كان مسؤولا يفترض ان يكون غيورا على الوطن ومصلحة المواطن وحماية الأرض وصونها مما يحاك ضدها من مؤامرات هدفها النيل والإيقاع بمؤسسات الدولة ومقوّماتها وضرب وتقويض أي مسعى نحو التحالف أو التقارب، وإلا يكون غاصبا للسلطه ومستقويا بها لمنافع ضيقة وشخصية تعبر عن إستغلال سافر.

لذا كان من المنتظر والمتوقع ومن اللياقة الأخلاقية والوطنية وحرصاً على العيش المشترك أن يبادر أهل السلطة في لبنان، بإعتبار الاكثرية التمثلية لهم كما يدَعون، في مدّ اليد بكل شجاعة لإخوانهم في المعارضة في خطوة جريئة تكون ترجمة حقيقية لشعارات السلطة (حرية وسيادة واستقلال).

لا ان تستهويهم الميكافيلية السياسية على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة وتقديم ا لحلول المبتورة والمجتزأة ضنا منهم بأنهم يجيدون اللعبة السياسية ويجعلون منها عجينة يشكلونها حيث شاءوا وكما أرادوا.

والعجب كل العجب من هؤلاء الذين لا يخضعون لجاذبية الجغرافية اللبنانية حين خرجوا عن المدار الوطني ليلتحقوا بمجرّات وصحون طائرة مصدرها معروف وواضح للجميع. ما كان بالأمس محرماً وممنوعاً عندهم، مثل تعديل الدستور وإنتخاب رئيسٍ ينتمي إلى المؤسسة العسكرية، أصبح اليوم حلاً بالنسبة لهم لكن حصان حلّهم ما هو إلا حصان طروادة قاصدين من خلاله الوصول الى ما يخططون له فعمدوا ليلة ألأعياد المباركة والمجيدة لتتضح إرهاصات عملهم وهو القبض على سدة رئاسة الجمهورية بجملة من القرارات الغير شرعية.

* مغترب مقيم في دولة قطر

تعليقات: