ضيعة من لبنان... حصرون وردة الجبل


ترتفع حصرون 1420 متراً عن سطح البحر، يحدُّها من الشمال بلدة حدشيت ووادي قنوبين ووادي قاديشا، ومن الشرق خراج بلدة بزعون ومن الجنوب خراج بلدة تنورين وحدث الجبة ومن الغرب الديمان.

التسمية

اسم حصرون فينيقي الأصل قديم ومعناه المكان المسور والمحصن والمحصور، وهذا ما ينطبق على طبيعة هذه البلدة المحاطة بسور طبيعي من الجبال والوهاد يجعل إسمها مطابقا للمسمى تماماً. أما التقليد فيُرجع الإسم الى السريانية ومعناه "الخنصر" على اعتبار أن جغرافية المحيط تمتد نحو الوادي بشكل يد وتشكل حصرون موقع الخنصر في اليد. وقد وصف الرئيس الفرنسي الراحل الجنرال شارل ديغول بلدة "حصرون" بـ"وردة الجبل" متغنياً بجمال طبيعتها.

لمحة عن البلدة

يفوق عدد سكان حصرون اليوم العشرة آلاف نسمة منهم حوالي 4000 ناخب، بينما ينتشر المهاجرون من أهاليها والذي يبلغ عددهم حوالي 35 ألف نسمة في الولايات المتحدة وكندا وأوستراليا والبرازيل والمكسيك والأرجنتين وغواتيمالا وكوستاريكا وأفريقيا وسواها من بلاد الإنتشار. وتعتبر اليوم أكبر جالية حصرونية متواصلة مع الوطن الأم هي تلك التي في أوستراليا. ينخفض عدد السكان في حصرون خلال فصل الشتاء بينما يرتفع في فصل الصيف وذلك بسبب إنتقال الأهالي للسكن في السواحل طلباً للعلم والعمل. تحافظ بيوت حصرون على نمط العمارة التقليدية اللبنانية وهي بمعظمها بيوت حجرية معممة بالقرميد الأحمر، تجاورها الحدائق وتحيط بها أشجار الأرز، والصنوبر والسرو والشربين والسنديان والحور.

بمَ تشتهر البلدة؟

تشتهر حصرون بزراعات عدَّة من بينها التفاح والإجاص والخوخ والمشمش والرمان والكرز وزراعة البندق الذي يندر وجوده في المناطق اللبنانية. أما على الصعيد الصناعي ففي حصرون معامل عدة لإنتاج حجر الخفان ولنشر الحجر الطبيعي ولصناعة البلاط وفيها مصانع للحدادة الإفرنجية التي تنتج "سوبيات" للمازوت والحطب توزع في مختلف المناطق اللبنانية. وعلى المستوى السياحي ونظراً لارتفاعها عن سطح البحر ووقــوعــهــا على تــخــوم وادي قنوبين باتت حصرون مصيفاً هاماً، وأقيم فيها مجموعة مــن الــفــنــادق والمطاعم والمقاهي ومراكز التسلية. ويشهد هذا القطاع نمواً مطرداً إذ إنَّ المزايا التي تتمتع بها البلدة جعلتها مــقــصــداً للمصطافين والسياح العرب والأجانب. كذلك للشأن الإجتماعي والثقافي في حصرون حيز كبير إذ تضم العديد من النوادي والجمعيات الإجتماعية والثقافية كما الروحية والحركات الرسولية.

المعالم الطبيعية

في البلدة مجموعة من الينابيع أهمها نبع غراقيا ومياهه التي توصف للمصابين بأمراض الكلي، نبع رأس النبع، نبع الحديد، نبع الواطية، نبع العربيط، نبع غيمون، نبع الحازورة، نبع الراسين، وغيرها من الينابيع. إلى ذلك، تضمُّ البلدة مجموعة من المعالم الأثرية البالغة الأهمية وهي تتميز بوفرة الأديرة منها كنيسة ومغارة مار آسيا، كنيسة مار لابي الأثرية، دير مار يعقوب، دير مار توما الرسول، كنيسة السيدة، وكنيسة القديسة حنة، بالاضافة الى الأديرة والكنائس هناك مزارات عدة أهمها مزار مار سمعان العامودي، مزار أم العجائب، مزار سيدة لورد، مزار ودير مار مخائيل االأثري، ومن أهم رجالاتها الكنسية العلامة يوسف سمعان السمعاني الذي أغنى مكتبة الفاتيكان وكان له الفضل الأول في ربط الكنيسة المارونية بقانون الفاتيكان ولا تزال الى اليوم تعتبر مخطوطاته مرجعاً مهماً للكنيسة.





تعليقات: