اليونيفيل تُخلي المدنيين بآليات عسكرية من الجنوب!


تنفّست تل أبيب الصّعداء بعد خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سوريا وإرساله حفنةً من صواريخ "توماهوك" إلى قاعدة الشّعيرات الجويّة في حمص. تريد تل أبيب التنفيس في مكانٍ آخر لا بل إنّها تراهن على جنون ترامب لكي تجزه في دعم معركة ضد حزب الله أو إيران، إذ بات يعبّد الطريق أمامها تصريحات ترامب نفسه الذي أغفل سقطات سلفه الأسبق جورج W بوش.

الانعكاس لتهديدات ترامب باستخدام القوة في سوريا ومن ضمن ذلك على حزب الله تتلقفه إدارات الأمم المتّحدة جيداً. وبعيداً عن النظريّات أو القراءات التحليليّة، ثمّة مؤشرات عدّة باتت تتوافر وتُظهر حِراكاً مرتفعاً لقوات الطوارئ الدوليّة العاملة في منطقة شمال الليطاني، بمعزل عن ذريعة هؤلاء في رفع نشاطهم. قبل أسابيع قليلة من الآن أجريت في جنوب لبنان مناورة عبارة عن عمليّة تدريب واسعة لقوّات اليونيفيل تضمّنت تحضيرات حيّة لكيفيّة إخلاء الجنود، والموظفين الأممييّن الدولييّن وعائلاتهم من منازلهم أو مراكزهم، في حال حدوثِ أيّ طارئ.

مصادر جنوبية تكشف لـ"ليبانون ديبايت" أنَّ التّدريب تطرّق إلى مرحلتين أساستين، الأولى تتمثّل في كيفيّة التصرّف أو إخلاء مراكز قوّات اليونيفيل، في حال تمتّ محاصرتها من قبل مدنيّين أو إرهابيين او مسلحين، أمّا الخطوة الثانية، فارتكزت على إجراء تمارين في كيفيّة إخلاء المدنييّن من قرى جنوبيّة، بوساطة آليّاتٍ عسكريّة تابعة لليونيفيل، وفي هذه الأخير بيت القصيد.

حاولت "اليونيفيل" عدم توفير إيحاءات كثيرة تثير الانتباه، فدمجت بين تدريب "روتيني" تقوم به كلّ البعثات الدوليّة التّابعة لليونيفيل والعاملة في أماكن ساخنة ببعض بقاع العالم، وبين التدريب على خطط يتمّ تنشيطها فقط بعاملين اثنين، إمّا حدوث حرب أو الاقتراب من حرب، وتنص على جزأين: الأوّل حماية القوّة العاملة وجميع الأذرع والأقسام المترابطة بها والتدريب على كيفية إخلائها في حال تطوّر الأمور، والجزء الثاني هو إعطاء القوّة دوراً في عمليات إجلاء المدنيين من ساحة حرب، كما حصل مثلاً في مناطق إفريقيا أو يوغوسلافيا السّابقة.

وعلّقت أوساط جنوبيّة على التدريبات التي جرت أخيراً باستغراب كونها تمّت بجوٍّ من النوعيّة وطالت مدنييّن للمرة الأولى، إذ لم يعهد، على الأقل منذ حرب تموز 2006، أن يحصل مثل هذا التدريب، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كثيرة، حول توقيت هذه العمليّة، أهدافها الحقيقيّة وأسبابها، وعلاقتها بالجوِّ العام السّياسي السّائد وإذا ما كانت "اليونيفيل" تمتلك أيّة إشارات سلبيّة لناحيّة حصول تدهورٍ ما.

وسألت الأوساط: "ماذا بحوزة اليونيفيل من معلومات؟ هل تمّ إبلاغها بإمكانيّة حدوث أيّ عملٍ أمني في الجنوب، ما يستدعي بقاءها على جهوزيّة تامّة؟ وهل هناك تنسيق محليّ - دوليّ حول عمليّات التدريب التي حصلت وتحصل، استباقاً لأيّ حادث طارئ؟!".

هذا الأمر يصل إلى تلميحات "ترامب العسكريّة" ويتقاطع مع معلومات وصلت إلى جهات محليّة من أطراف دوليّة، تؤكّد أن الإدارة الأميركيّة تدرس خططاً لتوجيه ضرباتٍ عسكريّةً إلى حزب الله، في سوريا أو في لبنان، وهو أمر تدفع باتجاهه إسرائيل التي تقول المعلومات إنّها توفّر للمخابرات الأميركيّة وتالياً للإدارة في واشنطن، معلومات عن نشاطات حزب الله في سوريا التي تصنّفها تل أبيب على أنّها "معادية لها"، وربّما تدفع هذه ترامب للقيام بمغامرة، الوقائع تذهب في عدم إمكانية انحصار ردَّات فعلها في سوريا فقط بل ستطال شراراتها إسرائيل.

تعليقات: