بري أرجأ الجلسة رداً على بوش وتجاوباً مع رغبة عون؟


ادى موقف الرئيس جورج بوش الذي يتهم سوريا بأنها غير متجاوبة مع تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية الى اعطاء الرئيس نبيه بري ذريعة جديدة لارجاء جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة اليوم. وفات بوش ان رئيس المجلس لم يكترث لما سبق ان اعلنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بروكسيل عن ان الجلسة التي كانت مقررة في 19 من الشهر الجاري هي "الفرصة الاخيرة" لاجراء الانتخاب، وفي ذلك اليوم رد عليه بري ببرودة اعصاب قائلا: "لا يزال هناك متسع من الوقت حتى نهاية الشهر الحالي موعد انتهاء الدورة الحالية للبرلمان"، وكرر ارجاء الجلسة التي كان قد دعا اليها وحدد موعدها اليوم السبت. وفي وقت كرر سيد الاليزيه الطلب الى الرئيس السوري بشار الاسد ان يتم انتخاب الرئيس اليوم السبت الا ان بري ارجأ الجلسة في وقت باكر مساء امس قبل ان تعلن الاكثرية النيابية عدم استعداد نوابها للتوجه الى ساحة النجمة.

ولاحظت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت ان بري تصدى في تأجيله لجلسة اليوم لغضب بوش من الاسد وامتناعه عن الاتصال به هاتفيا ليحضه على المساعدة في انتخاب الرئيس اللبناني للجمهورية لأن "صبره قد نفد منه منذ وقت طويل".

وأشارت ايضا الى ان تأجيل الجلسة ارضى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي اعلن قبل الامانة العامة لمجلس النواب تأجيل جلسة اليوم لان لا تفاهم معه.

وقارنت بين مواقف كل من الرئيسين الاميركي والفرنسي من تعثر الانتخاب، فرأت ان بوش فتح النار على الاسد وكرر الاتهامات التي كان يوجهها اليه منذ اشهر بابقاء مكاتب "حماس" في دمشق، واستمرار امرار السلاح الى "حزب الله"، والسماح لمقاتلي القوات الاميركية في العراق بالانتقال اليه من الاراضي السورية والآن المساهمة في استمرار زعزعة الاستقرار في لبنان بفعل عدم ضغط سوريا على حلفائها في لبنان لتسهيل اجراء العملية الانتخابية. اما رد فعل الرئيس الفرنسي فكان هادئا، وصدرت توضيحات بعده في باريس تؤكد ان ساركوزي لم يوجه اي انذار الى الاسد.

ولفتت الى ان بوش بدعوته الاكثرية البرلمانية الى انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد يتجاهل ان الموالاة عزفت عن هذا الخيار منذ ان طرحت العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي، وان موفده الى لبنان ديفيد ولش حمل بري مسؤولية تأخير الانتخاب مما حرك من جديد الجبهة الاعلامية فعادت المعارضة الى لغة اتهام واشنطن بانها تدعم الاكثرية، وتحدت بوش وعجزه متحدثة عن عجزه عن القيام باي دور في حل الازمة السياسية اللبنانية، بينما ردت الموالاة باتهام سوريا بالتدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية ومسائل اخرى.

ودعت طرفي النزاع الى التزام التهدئة والحكمة وعدم الاندفاع الى اي خيار يهدد السلم الاهلي وحضتهما على محاولة "لبننة الانتخاب واطفاء شهية الصراع الاميركي على الساحة اللبنانية وانجاز الاستحقاق الرئاسي، وما كشفه وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني يدل على استغرابه الاسلوب الذي تتبعه المعارضة بعرقلة اجراء العملية الانتخابية في سرعة رغم ان اركان هذه المعارضة تعاملوا مع العماد سليمان منذ 9 سنوات في ادق الظروف التي سبقت حرب تموز 2006 وخلالها وبعدها.

تعليقات: