عاملة محطة الوقود تروي عن حادثة التحرش


تحرش أم بائعة هوى؟

سؤال سيجيب عنه التحقيق الذي لم يبدأ بعد في قصة ابنة التاسعة عشر عاما ج. ق.، التي أحدثت بلبلة في صيدا بسبب صراخها وهي في داخل سيارة قبل ان ينزلها السائق وتشاهدها دورية لقوى الأمن التي قامت بايقافه.

رحلة معاناة

القصة التي ترويها باقتضاب ابنة بدنايل لـ"النهار" تبدأ فصولها قبل عام، عندما قررت مغادرة بلدتها كونها كما قالت يتيمة الوالدين، ووحيدة لا أشقاء لديها، ولفتت الى انها "تعذبت كثيراً في منزلهم، وتعرضت للضرب من قبل اقرب الناس اليّ. وعندما نفذ صبري قررت الرحيل، حملت أمتعتي واتجهت الى صيدا، ذقت مرارة الأيام، حتى عثرت على عمل في محطة للوقود، استأجرت منزلاً، ادفع نصف راتبي لمالكه، ومع هذا رضيت بقضاء الله".

أخبار ذات صلة

وسيلة جديدة لمكافحة التحرش في شوارع بيروت

بالأمس انهت ج.ق. عملها، قررت التوجه الى كورنيش صيدا البحري لاحتساء القهوة، بحسب ما قالت قبل ان تشرح باكية، "أوقف شاب ثلاثيني سيارته، اعتقدتها، تاكسي، لم أنتبه ان لوحتها بيضاء اي خصوصي. صعدت معه طالبة منه ان يوصلني بضعة أمتار الى الأمام، فاذا به يقود السيارة الى مكان بعيد ناء، حاول التحرش بي، غادرت المركبة على الفور. ركضت في الشارع، لحق بي، وضع يده على فمي، قلت له لا أحتمل فأنا أعاني من مرض في القلب، ومع ذلك أصرّ كي أعاود الصعود ليوصلني الى المكان الذي أريده. انطلقنا، كنت في انتظار الفرصة التي أشاهد بها انساناً كي أرمي بنفسي من السيارة، رأيت عنصراً من المعلومات، بدأت بالصراخ، جرى ايقافه، قبل أن يقودنا عناصر من الدرك الى مفرزة صيدا القضائية".

قصة مغايرة

"لم يتم الاستماع الى أقوال ج.ق. في المفرزة كون الوقت كان متأخراً، عادت الى المنزل، بشرط ان تأتيَ صباحاً وتدلي بافادتها، لكن ذلك لم يحصل.

اتصالات عدة تلقتها على هاتفها من دون ان تجيب، بحسب ما قال مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار" اما سائق السيارة ربيع.ظ. فأنكر في اقواله الاولى اي محاولة للتحرش بها، ولفت المصدر الى انه "أصرّ ان الفتاة صعدت معه بارادتها، وما فعله معها كان برضاها، لكنهما اختلفا على السعر. عندها نشب اشكال بينهما، وبدأت بالصراخ وحصل ما لم يكن في الحسبان".

اقتنعت الفتاة بعد الحديث مع"النهار" بأن تجيب عن اتصال القوى الامنية، مؤكدة انها ستحضر الى المفرزة، للادلاء بشهادتها ورفع دعوى على ربيع، لكن ما لبثت ان غيّرت رأيها، مؤجلة قدومها الى يوم غد كونها كما قالت، "لست في صيدا، انا في بيروت، عند رجل ستيني، يعاملني كابنته، اعتبره كفيلي وهو سندي في هذه الحياة". عندما علم المصدر في قوى الامن الداخلي رفض الفتاة التوجه للادلاء بافادتها علّق" لا يمكن الاستمرار بتوقيف شخص من دون الادعاء عليه، وسيتم اتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة".

لاشك في ان لدى ج.ق.، قصة طويلة من المآسي رغم سنواتها القليلة في الحياة، فهي ارادت ان تقص فصولها بالتفصيل لـ"النهار" لكن كما اجلّت حضورها الى المفرزة كذلك غيّرت رأيها وقررت ان ترويها في الغد، فهل تصدق؟!

تعليقات: