رلى سليمان أول امرأة قسيسة إنجيلية في لبنان والشرق


في خطوة غير مسبوقة ومتقدمة على صعيد تحقيق العدالة للمرأة، تخطى السينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان، للمرة الأولى، أفضلية الذكر على الأنثى في تكريس قساوسة، وذلك من خلال قراره تكريس الواعظة رلى عادل سليمان، أول امرأة قسيسة إنجيلية في لبنان والشرق الأوسط.

في تموز الماضي، أصدر السينودس قرار رسامة سليمان بعد الطلب الذي رفعته إليه الكنيسة الإنجيلية الوطنية في طرابلس. وتعليقاً على هذا القرار الذي سيُنفذ في 26 الجاري، وموقفها من قرار السينودس، تحدثت سليمان إلى "النهار" قائلةً: "بالنسبة إليّ، خدمة المرأة مهمة، وأنا أؤمن أن يسوع المسيح أعطاها دوراً في الخدمة، وجاء قرار تكريسي خطوة رائدة وجريئة من السينودس الذي شرّع الباب أمام خادمات أخريات للرب في المستقبل".

كيف ينظر المحيطين بك والمجتمع الطرابلسي إلى تعيينك قسيسة؟ تجيب: "بكل ودّ وإيجابية"، وتضيف: "أطلب ألا ينظروا إلي نظرة الفارق بين رجل وإمرأة بل كخادمة للرب، وليحاسبوني على هذا الأساس إذا لم أخدم بأمانة". من هنا تشجّع سليمان النساء على خدمة الكنيسة نظراً إلى الدور الذي يمكن أن تؤديه في نهضتها وتنشيطها.

وبعدما منحتها الكنيسة ثقتها واختارتها قسيسة، تدرك سليمان في هذا المجال، حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، "خصوصاً أن الأمور أخذت منحاها الصحيح وفي الوقت المناسب"، وتقول، "لا أخفي شعوري بالقلق لتثبيت دعوتي، وأن أكون على قدر المهمة التي أوكلتني إياها كنيستي كما السينودس، علماً أن رسامتي قسيسة لم يكن هدفاً أعمل على تحقيقه".

تفتخر سليمان بمدينة طرابلس مسقط رأسها، التي تحضنها وتدعم مسيرتها، وتقول في هذا الصدد: "أقدّر مجتمع مدينتي الفسيفساء بكل مكوناته وتركيبته، وتحديداً المسلمين والطائفة السنيّة التي يتعامل أبناؤها مع قرار رسامتي بكل إيجابية وتشجيع، وذلك بفعل قربي من الناس دونما تمييز، ووقوفي إلى جانبهم في المحن بعيداً من المظاهر".

راكمت سليمان خبرة مديدة في الخدمة الرعائية والتربية الدينية، وكانت انطلاقتها بعد تخرجها من كلية اللاهوت وحيازتها شهادة في التربية المسيحية لأكثر من 20 عاماً. هي شابة في الـ42 من عمرها ذات شخصية قوية، ملتزمة وموهوبة، وتملك مقومات أثبتت عن جدارة واستحقاق. وتشرح طبيعة الخدمة التي ستقوم بها في رعاية شؤون أبناء الكنيسة المشيخية الإنجيلية، حيث ستسهر على إتمام الأمور، وتتولى الخدمة والصلوات، والوعظ من الكتاب المقدس، ترشد وتتابع مختلف الشؤون الكنسية.

لا تنسى سليمان دعم القس هادي غنطوس في خبرته الطويلة لها، وقد حفّزها على خوض هذه التجربة، "وهو مارس دوراً مهماً في توجيه الكنيسة على اتخاذ قرار رسامتي كإمرأة تخدم بلا حدود".

"لا أفضلية للرجل على المرأة"

بدوره، يؤمن أمين سر لجنة الشؤون الكنسية والروحية في السينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان، راعي كنيسة منيارة في عكار، القس الدكتور هادي غنطوس بخدمة المرأة في الكنيسة، وبأن يصبح فيها نساء قسيسات. يقول: "لا يمكن للكنيسة أن تعيش حالة سليمة ما لم تكن المرأة فيها موازية للرجل، وإذا لم تُقدم على هذه الخطوة، تكون ثمة مشكلة بهويتها الدينية".

قبل نحو سبعة اشهر، صوّت أعضاء السينودس سرياً على قرار الموافقة على رسامة سليمان. كيف قرأ غنطوس هذا التأييد اللافت لسليمان؟ يجيب: "كنت أتوقع مجيء يوم تطلق فيه كنيسة طرابلس رسامة رلى ولم أستغرب الأمر، لأنها من جهة أثبتت جدارتها، ومن جهة أخرى كان السينودس جاهزاً لهذا القرار وقد تعاطى معه بسلاسة وإيجابية". ويؤكد أن السينودس تخطى مبدأ أفضلية الرجل على المرأة، بحيث بات متاحاً لأن يصدر قراره في قبول أو رفض طلب رسامة إمرأة بناء على الحاجة، الكفاءة في الخدمة، والمسيرة الكهنوتية.

وكشف القس غنطوس عن رسامة امرأة قسيسة ثانية، هي الواعظة نجلاء قصاب، في 24 آذار المقبل.

أمام هذا الحدث المهم، تستعد الطائفة الإنجيلية في طرابلس للإحتفال في المناسبة االتاريخية عند الثالثة والنصف بعد ظهر الأحد 26 الجاري، في الكنيسة الإنجيلية الوطنية في طرابلس حيث سيجتمع المؤمنون في الصلاة ورسامة رلى سليمان قسيسة، وستمنح في ختامه القسيسة الجديدة بركتها الأولى للحاضرين.


تعليقات: