الجدّة ام حسين


ام حسين امراة عجوز تعيش في كوخ ,على ضفة وادي في منطقة جبلية.

تحضر حالها وبيتها لفصل الشتاء , مثلها مثل باقي ابناء قريتها...

يسقط المطر الاول في تشارين وياتي كانون ليكون ماطرا وشديد البرودة .

تان العجوز ام حسين من شدة البرد وكاد الحطب ان يستهلك برمتة. يدخل شهر شباط مشمسا وضاحكا , ام حسين تحكي مع جيرانها :الحمدلله اطلعنا من الشتوية , شباط ان شبط وان لبط ريحة الصيف فيه!

ام حسين تعيد هذة القصة وتستهزء من شهر شباط وتسخر منه: مطره شحيح وبرده محمول.

شهر شباط يحس بالاهانة , كيف هذة العجوز المسنة والهرمة تسخر منه وتستهزء منه؟

نعم شعر بالاهانة وبدا يفكر كيف ينتقم منها .

لم تتوقف العجوز عن القيل والقال , توجهت الى الرعاة ان يخرجوا بقطعانهم والى الجيران ان يعودوا الى الاكواخ التي هجروها عشية فصل الشتاء.

الاهانة بلغت ذروتها ...

جاءت الفكرة الخلاقة لشهر شباط:

اذهب لاخيك اذار واستقرض منة ثلاثة ايام ومنه اربعة ايام ,

اسبوع من المطر والبرد والثلج والصقيع لتعرف تلك العجوز قيمتها وتتوقف عن القيل والقال.

نعم يستجيب الخالق عز وجل لطلب شهر شباط ويبعث اسبوعا ماطرا وباردا يلقن به العجوز ام حسين والاخرين درسا ...

ومنذ تلك الحادثة اشتهر مصطلح المستقرضات ليعلم الانسان: لا دخل لك في الطبيعة!

اقتبس ما قالة شباط لاذار:

يجب ان اعلمها درسا حتى تضطر العجوز ان تستهلك كل الحطب , حتة دولاب الغزل المصنوع من الخشب كانت تغزل علية الشعر او الصوف لتصنع منه خيوطا للنسيج ولشدة المطر العجوز لا تتمكن من الخروج لاحضار الحطب للوقود فتحرق دولابها.

نعم هذا ما قد حصل لتتقي البرد القارس .

*************************

* فواز حسين (من مزاريب في الازقة ورياحين على المسارب)

تعليقات: