السنيورة يتمرّد على الحريري

الرئيسان فؤاد السنيورة وسعد الحريري
الرئيسان فؤاد السنيورة وسعد الحريري


شكلت زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، في ظل التسريبات التي تمخضت عن اللقاءات التي خص بها "الحلفاء" إهتماماً كبيراً تحديداً تلك التي تحدثت عن مسعى سعودي لمصالحة الرئيس سعد الحريري بغريمه الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، لكن أبرزها هو الكلام عن لقاء جمع السبهان بالرئيس فؤاد السنيورة في حضور ريفي شخصياً.

لا تخفي المعطيات المتوفرة أنه ومع حصول الخلاف بين الرجلين حول "الخيارات السياسية" لم يحصل أي مسعى جدي لرأب الصدع بل ذهب كل طرف حد توسيع بيكار الخلاف حتى حطّ السعودي أرض المطار فتبدّلت الأحوال وبتنا نسمع ببوادر حلول. الزيارة لا ترى فيها أوساط سياسية "ذات إنعكاسات داخلية" بل تضعها في خانة "الزيارة الخاصة برئيس الجمهورية" وبالتالي، لم يحمل الموفد السعودي أي "أجندات داخلية ولم يطرح مواضيع ذات إرتباط أو شأن".

ما يتقاطع من معلومات لـ"ليبانون ديبايت" يسقط إمكانية التسويق أو السعي السعودي لعقد "لقاء مصالحة" بين الرجلين أو وجود نيّة للدعوة إلى مصالحة على أبواب الإنتخابات النيابية، لا بدعم الرياض ولا بدعم داخلي، بل هناك وكأنه "رضى سعودي" حول بقاء الأمور على حالها دون أن تصل إلى تصادم.

كلام تنفيه أوساط سياسية معنية أخرى وتؤكد أن "السعودية لديها إهتمام في الوقت الحالي بتجميع الأرضية السياسية في لبنان المعادية للمحور الإيراني والإستفادة منها في الإنتخابات القادمة" كاشفةً عن حصول "تغيّر في إستراتيجيات السعودية داخل الطائفة السنية" في ظل تنامي قوة أطراف أخرى تسعى المملكة إلى "إحتضانها والمحافظة على وجودها تحت العباءة".

إنطلاقاً من هنا، تربط الأوساط بين لقاء السبهان مع الوزير السابق أشرف ريفي الذي لم ينتج عنه إقتراح مصالحة مع الحريري بقدر ما هو "إحتضان لطروحات ريفي السياسية" خاصة وأنها تصب في مصلحة المملكة التي "لا تريد للواء المتمرّد أن ينكسر". ووفقاً لهذه المصلحة ستدعم السعودية منحه "التمثيل الطرابلسي سنياً" من جيب الحريري كونها مقتنعة بأن الأخير خسر قوة التمثيل في هذه البقعة.

بطبيعة الحال، السعودية كما أي جهة لديها خطوط دفاع متعدّدة وكونها أدركت إنخفاض بريق نجم الحريري تريد دعم البديل المتوفر كي تحافظ على الإشراف والربط مع سياساتها. هنا يسرّب أن لقاءاً عقد بعيداً عن الإعلام وجمع السبهان وإلى جانبه الوزير أشرف ريفي بالرئيس فؤاد السنيورة. وفي ظل عدم تأكيد المراجع السياسية حصول اللقاء من عدمه، تطفو إلى السطح معلومة "تغير الإستراتيجيات السعودية سنياً" التي تحتم أن يكون الرئيس السنيورة عنصراً فعالاً فيها، فإلى جانب ريفي "ذات القوة الطرابلسية" هناك السنيورة "ذات القوة الصيداويّة".

من هنا يبدو أن السعودية التي تريد لملمة الأمور سنياً، أدركت أن تشظي "رجالات المستقبل" سينعكس سلباً على التمثيل السياسي الوازن داخل المجلس وثانياً على البيئة الشعبية وبالتالي على نفوذها، وعليه، هناك من يشير سياسياً إلى أن "الإستراتيجيات" هذه حتمت تقسيم قالب الجبنة السني على "صقور المستقبل المتمردين"، على أن يكون الحريري لبيروت، ريفي لطرابلس، والسنيورة لصيدا، ويُربط الثلاثة بـ"خيط متين" يدور حوار فلك السياسة السعودية على مستوى القضايا الكبرى وتميّزه على مستوى خصوصيات الداخل.

"تمرّد السنيورة" العتيد، وفق ما يحكى، الذي أتى بعد "إنقلاب ريفي" ترجحه المعلومات التي نشرها "ليبانون ديبايت" سابقاً وتحدثت عن "ورقة سوداء حريرية" تسحب الدعم المستقبلي للمرشحين الذين لم يجاروه بخياراته السياسية في السير بالعماد ميشال عون رئيساً.. فهل عقاب الحريري الذي تردّد صداه إلى السنيورة تلاه إقتصاص "سنيوري"؟

عبدالله قمح | ليبانون ديبايت

تعليقات: