خلاف بين جارين أدى الى اصابة ابنة الـ15 عاماً برصاصة في رأسها


في مستشفى كمال جنبلاط في الشويفات ترقد الفتاة يارا جلال عبيد التي تخوض صراعاً مع القدر الذي شاء لها أن تكون ضحية تفلّت السلاح والفوضى المستشرية في أوساط المجتمع اللبناني الذي بات ينام ويقوم على حادث هنا وجريمة هناك.

يارا إبنة الـ 15 ربيعاً التي تتلقى علومها في احد معاهد المنطقة ترقد في "مستشفى كمال جنبلاط" وهي تتنفس ساعات عصيبة بين الحياة والموت بعد إجراء أول عملية لها، فيما تستعد للثانية بعد الرصاصة التي تلقتها في رأسها من جراء خلاف ساذج بين جيران الدار الواحد. الأهل في ردهة الطوارىء والجميع على أعصابه والقوى الأمنية حاضرة أيضاً. "ممنوع التصوير" عبارة كنا نسمعها في كل حركة نقوم بها في أروقة المستشفى. والد يارا والأهل يبكون والجميع يقول "ع سلامة إن شاء الله". يارا خضعت لأول عملية جراحية وهي تستعد للثانية وحتى الآن لا نيّة بنقلها الى أحد مستشفيات العاصمة.

أخبار ذات صلة

"القدر" أيضاً وأيضاً

لطالما سمعنا وما زلنا قولاً كان يتداوله الأجداد "عند القدر يعمى البصر". هذا ما حصل اليوم في مبنى عبدالله الجردي في حيّ القبة في الشويفات، بين عائلتي خالد فؤاد الأحمدية وجلال عبيد. وبحسب الرواية الأمنية لـ "النهار"، فإن زوجة الأول كانت تعمل في منزلها الكائن في طبقة علوية من المبنى عندما نشب إشكال على خلفية تساقط المياه من الشقة الى مدخل المبنى حيث شقة جلال عبيد الذي يعمل ناطوراً للمبنى. وبعد تلاسن بين الجار والجارة سارعت الزوجة الى إعلام زوجها خالد الأحمدية (47 عاماً) بالأمر، فوصل الأخير الى المكان لحظة كان "الشيطان حاضراً" وحصل تلاسن بينهما ما لبث ان تطور.

وتُفيد مصادر أمنية لـ "النهار" أن خالد كان لدى وصوله الى المكان برفقة شابين ما زالا مجهولين، بإنتظار التحقيقات، وأن أحد الثلاثة قام بضرب فراس، إبن جلال الذي كان في المكان. فخرجت عندها شقيقة فراس، يارا، لترد الأذية عن شقيقها. عندها سُمع صوت طلقة نارية سقطت يارا على اثرها تتخبّط بدمائها بعد رصاصة تلقتها في مؤخرة رأسها. وتُضيف المصادر أن خالد اطلق النار من مسدس كان في حوزته من عيار 7 ملم، سارع الى نقل يارا بسيارته الى المستشفى قبل أن يتوارى عن الانظار ثُم يُسلّم نفسه في وقت لاحق مع المسدس الذي كان في حوزته الى تحري بعبدا، حيث ابقي رهن التحقيق والتوقيف.

"هيدا وضع البلد"

والد يارا جلال عبيد تحدث لـ "النهار" أمام مدخل طوارىء المستشفى، فقال: "وضع بنتي الصحي حالياً منيح، وعملولها عملية وبدها عملية ثانية. طبيبها أكد انو ما في لزوم لنقلها من مستشفى كمال جنبلاط، ووضعها مستقر". واشار الى مكان الرصاصة في مؤخرة الرأس وقال لدى سؤاله عن التفاصيل: "أرجوك إعفيني من التفاصيل. الحادث كان صغير وما الو داعي بس هيدا وضع البلد، شو فينا نحكي. بكرا منشوف شو بدو يجد معنا".

"النهار" استغربت وسألت: "ليه صار هيك، شو في داعي ليصير هيك"، خصوصاً أن كل الجيران في الحي المذكور أجمعوا على صفات خالد الحميدة، وقال أحدهم لـ"النهار" إنه "شاب هادىء رزين وإبن بيت". ربما هي ما يُسمّى بلحظة التخلي، إنما الأهم في يوميات اللبناني هو كيف الخلاص من هذا التفلّت وهذه الفوضى".





تعليقات: