ملاحظات على نقل الشاشات للحدث

من موقع الجريمة
من موقع الجريمة


÷ الأخطاء التقنية والمهنية التي وقع فيها فريق قناة «إخبارية المستقبل» الوليدة، كانت لا تعد ولا تحصى، حيث بدا انها اخفقت في اول امتحان إخباري لها. وربما كان أهم تلك الأخطاء، اختفاء اي إشارة لخبر عاجل عن الشاشة الحمراء، طوال الوقت الذي كانت هـذه الإشارة تظهر بشكل متواصل على الشاشــات الفضائية الاخرى، وكأن لا مصيبة قد وقعت في البلد. كما أن أياً من فرق عملها لم يصل الى المكان قبل.. التاسعة إلا ربعا صباحاً، في حين ان الاغتيال قد وقع حوالى الســابعة صــباحا. الى ذلك خلا شريط القناة الإخباري اسفل الشاشة من اية اشارة الى الحدث وتفاعلاته لوقت طويل نسبياً بالنسبة لقناة إخبارية، في حين كانت فرق التلفزيونات الأخرى تنقل من مكان الحدث. واكتفى الزملاء في الستوديو الضخم، وبعد ارتباك، بالاتصال.. هاتفياً ببضعة سياسيين ليعلقوا على الحدث. وهو نوع من التغطية لا يبرر بأي حال الموازنة الضخمة التي رصدت للقناة. وبالتالي، كان على متابع «إخبارية المستقبل»، المخلص، لو طبق حرفياً اوامر الحملة الدعائية «قبل ان تتنفس شاهد أخبار المستقبل»، ان يقطع نفساً لحوالى ساعتين بانتظار ان يخبره احد بما كان يحصل. مما قد يؤدي على المدى القصير الى تضاؤل كبير في جمهور الشاشة الوليدة!

÷ يميل بعض الزملاء، خصوصاً من هم في الستوديو، الى استخدام تعابير تجافي المزاج العام، وتنم عن خفة وبرودة في التعاطي مع عاطفية الحدث، خصوصاً الاغتيال. هكذا، كان على اهل الشهيد العميد فرنسوا الحاج وعبدالله وهدان والضحية الثالثة وأقاربهم وزملائهم ان يتحملوا مساءلة الزميلة دياموند جعجع من ستوديو «أل بي سي» للزميلة المراسلة منى صليبا بتعابير من نوع «هل عثر على كامل أشلاء العميد الحاج؟ اين نقلت الأشلاء» الخ.. . فإضافة الى استحالة الإجابة على سؤال كهذا، كون الطبيب الشرعي وحده يستطيع ان يحدد اي اشلاء تابعة لأي ضحية، وفضلاً عن انه لا اهمية فورية لهذا الموضوع، فإن تناسي ان اهل الفقيد هم امام الشاشة غير مستحب.

÷ كانت قناة «او تي في» اولى الواصلين الى مكان الانفجار، حيث نقلت صوراً حصرية لمكان الجريمة والنار لا تزال مشتعلة في السيارات المستهدفة والمنفجرة.

÷ كان الزميل عباس ناصر أول المراسلين الواصلين الى مكان الجريمة، ولو أن فريقه تأخر عنه. فسمعنا صوته ولم نر صوراً. إلا ان المميز في تغطيته كان امتناعه عن تسمية اسم الضحية حتى الإفراج عن المعلومة من قبل الجهات المعنية. وفي هذا، برهن عن إنسانية ورقي مهني.

÷ أثناء اتصــال مع الــنائب انطــوان زهــرة في برنامج «نهــاركم سعيد»، الذي استضاف أمس الزميل الاستاذ سليــمان تقي الدين، طلب زهرة اعتبار اتهام نائب في البرلمان للقوات اللبنانية بالوقوف خلف اغتيال العميد فرانسوا الحاج على إحدى الفضائيــات، بمــثابة إخبار كي يتم التحقــيق معـه وسؤاله عن مصدر معلوماته، وبعد سؤال الزميلة دوللي غانم أكثر من مرة عن اسم النائب، أجاب زهرة ان النائب هو اسماعيل سكرية. فما كان من فريق الإعداد إلا أن صحح المعلومة «من اتهم القوات هو العميد وليد سكرية وليس النائب اسماعيل سكرية»، ما دفع زهرة إلى الاعتذار من النائب موضحاً ان خبر الاتهام وصله عن طريق صحافي اتصل به(!!) من دون ان يتراجع عن طلب التحقيق مع صاحب الاتهام. كانت النقطة لتسجل لمصلحة فريق عمل البرنامج، كونه صحح معلومة خاطئة، لولا أننا عدنا واكتشفنا ان التصحيح لزمه تصحيح، فقد علّق الزميل تقي الدين على الموضوع موضحاً انه شاهد الحلقة، وان سكرية قام بعرض لتاريخ الحاج ومواقفه تحديداً أثناء حرب الإلغاء عندما كان قريباً من الجنرال ميشال عون، لكنه لم يتهم القوات باغتياله.

تعليقات: