في رميش «ذهول» باستشهاد «القائد» الذي لم ينقطع عنها

والدة العميد الحاج تبكيه في مسقط رأسه رميش
والدة العميد الحاج تبكيه في مسقط رأسه رميش


الذهول وحده لا يكفي لوصف حال أهالي بلدة رميش الحدودية (قضاء بنت جبيل)، إثر الإعلان عن استشهاد ابن بلدتهم مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد فرنسوا الحاج، الذي كان «مرشّحهم» إلى قيادة الجيش، بعدما كثر الحديث أخيراً عن إمكان وصوله إلى هذا المنصب.

شقيق الفقيد، بولس الحاج، المعاون الأول في قوى الأمن الداخلي، وصله الخبر وهو في خدمته في بنت جبيل، بعد أن سمع على التلفاز نبأ دويّ انفجار هائل في بعبدا، عندها أحسّ بواقع الفجيعة. وبحسب أحد زملائه، «كأنه كان يعلم خطورة موقع أخيه وما يتهدده، إذ علم باستشهاد أخيه قبل أن يعلَن عن ذلك في الأخبار».

بلدة رميش المذهولة، انقاد شبابها طوعاً، منذ إعلان خبر الاستشهاد، إلى إلصاق الأعلام اللبنانية وأعلام الجيش، وصور الشهيد، معلنين انتماءهم إلى المؤسسة العسكرية التي كان الشهيد ينتمي إليها، ويعمل منها على تقديم العون الدائم إلى أبناء البلدة والمنطقة كلها، كما يُجمع على ذلك الأهالي.

وبعد إعلان قيادة الجيش النبأ الرسمي للاستشهاد، سارع المجلس البلدي وفعاليات البلدة إلى الاجتماع وإعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، مع إقفال جميع المؤسسات التعليمية وتنكيس الأعلام اللبنانية. ودقت أجراس كنيستَي البلدة، وانتشر الأهالي قرب بركة البلدة حيث منزل ذوي الشهيد، الذي غصّ بالمعزين من جميع أبناء منطقة بنت جبيل والجوار، فيما عقدت النساء حلقات مناحة وحزن.

ذوو الفقيد وأهالي البلدة طالبوا قيادة الجيش بإقامة جنّاز الشهيد في رميش قبل تكريمه في بيروت. مدير الثانوية الرسمية جورج شوفاني قال: «كان الشهيد ابناً باراً لبلدته رميش التي لم ينقطع أبداً عن زيارتها في كل المناسبات الخاصة والعامة. لذلك، عندما علم الأهالي أن قداس الجنازة سيقام في بيروت، رفضوا ذلك، وجرى الحديث بهذا الشأن مع قائد منطقة صور في الجيش اللبناني العميد مطر، الذي زار رميش معزياً، وطالبنا قيادة الجيش بأن يقام الجنّاز في بلدة رميش، وبعدها يكرّم الشهيد في بيروت، ولن نعتب على أحد من السياسيين الذين لا يستطيعون المجيء إلى البلدة».

ويؤكد أحد أقرباء الشهيد، ويدعى أبو شكيب، أن الشهيد الذي تعلّم في بداية حياته في بلدة رميش وانتقل إلى بيروت لينتسب إلى المدرسة الحربية، «لم يترك بلدته وأبناء منطقته أبداً، فقد كان يزور البلدة دائماً ويستقبل الجميع ويقدم خدماته لمن يطرق باب منزله».

ويقول داني أغناطيوس: «كل ما يُعرف عن الشهيد أنه طيّب القلب وخدوم ويعمل على مساعدة من يريد، شرط أن يكون أهلاً لذلك. فكان يعد كل طلب حاجة بالخدمة إذا أكمل دراسته وحصل على معدل جيد في التعليم».

الحزن لفّ ساحات رميش وأزقتها، وألسنة الأهالي التي امتنعت عن أي تصريح سياسي معلن، أظهرت استياء أصحابها من الوضع السياسي الخانق. فيما ذهب البعض إلى أن «الجريمة مسيحية بامتياز، والمسيحيون الذين يعادون موقفه الوطني ويرفضون وصوله إلى قيادة الجيش هم الذين قتلوه»، بحسب أحد أقربائه.

ويذكر أن الشهيد الذي يقيم في بكفيا، ليس لديه منزل خاص في بلدة رميش، بل يقيم عند زيارته البلدة في منزل ذويه، وله 12 شقيقاً وشقيقة، يقيم أغلبهم في البلدة. وهو متزوج من لودي أندراوس، ابنة بلدة عين إبل، وله ثلاثة أبناء هم: إيلي ورشا وجيسي.

تعليقات: