جريمة العصر في عين الرمانة والمتهم شرطي


كان ماراً بسيارته، وفجأة استفاق ضميره ودبّت مشاعر المسؤولية والمحاسبة لديه تاركاً هموم حياته المعيشية ليشهد على جريمة العصر.

من داخل سيارته الدافئة، قبض بنظره على شرطي السير وبالجرم المشهود في عين الرمانة، هذا الشرطي الذي لم يدرك مدى الدفئ الذي يعيشه هذا “المواطن المسؤول” الذي تهيأ له ان شرطي السير يرتدي “الجينز” اثناء قيامه بواجبه.

لم يكلف “المواطن المسؤول” نفسه ان يقترب اكثر من ساحة الجريمة ليتأكد ان الشرطي المتهم يرتدي ثياباً عازلة للمطر، بل مسك بهاتفه “اثناء قيادة سيارته الدافئة والتقط صورة للمتهم وارسلها لموقع قوى الأمن عبر “تويتر”، ليشهد زوراً امام محكمة “التواصل الإجتماعي” التي لا ترحم.

لم ير “المواطن المسؤول” سوى “الجينز الوهمي”، لم يدرك بحال الطقس البارد والحرارة خارج سيارته، حتى انه لم يعلم ان “الشرطي المتهم” يقوم بواجبه تجاهه، بل قام بتصويره وذهب الى بيته لينام مطمئناً لأن ذك الشرطي يقوم بالسهر على امنه ونومه الهنيئ.

هذا المواطن لا يدرك ان هناك وحدة الأنضباط التابعة لقوى الأمن الداخلي تقوم بواجبها تجاه كل شرطي يخالف القوانين.

هذه الحادثة اتت لتظهر مدى سخافة البعض باستعمال مواقع التواصل الإجتماعي بطريقة خاطئة، ولولا الأدراك والوعي والمتابعة التي قامت بها القوى الأمنية لإظهار الحقيقية، حقيقة جريمة العصر، لكان الشرطي المسكين ذهب ضحية “كاميرا” المواطن المسؤول.

نعم هناك بعض عناصر القوى الأمنية يخالف القوانين، ولكن هناك ايضاً من يقوم بواجبه في ظل ظروف قاسية، والقوى الأمنية مشكورة على جهودها وعلى توضيح اللغط الذي حصل بشأن الصورة.

والأجمل من ذلك، هو حملة التضامن التي أشعلت موقع “تويتر” تضامناً مع شرطي السير تحت شعار “#كلنا_شرطي_سير”.


تعليقات: