للباحثين عن مكان للسهر ليلة رأس السنة..

الحانات: بعضها يخون الزبائن وبعضها حنون يمكنك السهر في الشارع أيضاً (Getty)
الحانات: بعضها يخون الزبائن وبعضها حنون يمكنك السهر في الشارع أيضاً (Getty)


الحانات: بعضها يخون الزبائن وبعضها حنون...

ينتاب الباحث عن مكان للسهر ليلة رأس السنة بسعر مقبول، مشاعر عدة تصنّف جميعها في خانة "السلبية"، من الإحباط إلى الندم إلى خيبة الأمل وحتى الخيانة. كأن أمكنة بيروت تقفل أبوابها في وجهه باباً تلو الآخر. والأهم، أنّه سيشعر بأنه ضحية للخيانة من أقرب الحانات والمطاعم إلى قلبه. فحتى حانته المفضّلة التي يحتسي فيها المشروب بنصف ثمنه بعد انتهاء دوام عمله، ستصبح في ليلة رأس السنة مكاناً ممنوعاً عليه دخوله لأنّ ميزانيته لم تعد مناسبة له.

ولو كان ثمة تطبيق يسمح بالبحث عن سهرات بأسعار منخفضة ليلة رأس السنة، لكانت عبارة "لم يتم العثور على نتائج ذات صلة" هي نتيجة البحث. لكن، إذا كنت تعتبر المئة دولار سعراً مقبولاً، فستجد بعض الأماكن في بيروت. أما إذا كانت ميزانيتك في حدود 60 دولاراً، فحظوظك ضئيلة. مع ذلك، فهي غير معدومة. ولكن من المُحال تماماً أن تعثر على سعر أدنى من 60 دولار، لسهرة تشبه ما كنت تطمح به.

كافيه أم نزيه مثلاً حدد سعرين لليلة رأس السنة. الأول هو 60 دولاراً لقاء أكل ومشروب مفتوح من النوع العادي، و70 دولاراً لقاء أكل مفتوح ومشروب بريميوم. أما Coop d'etat الحانة المفتوحة على السطح في البناية التي تقع فيها كافيه أم نزيه، فحددت سعر الليلة بـ70 دولاراً لقاء مشروب مفتوح ومقبلات متنوعة. وهناك حانات قليلة أخرى وضعت أسعاراً متدنية نسبياً مثل ترويكا في بدارو، التي حددت 40 دولاراً كسعر يشمل المازات والمشروب المفتوح. لكنّ الأجواء في بدارو هادئة نسبياً في هذه الليلة، نظراً لطبيعة الشارع السكنية واستحالة إقامة حفلات صاخبة فيه، وفق ما يقول لـ"المدن" موسى يعقوب السّاقي في حانة مولو التي ستقفل باكراً ليلة رأس السنة، لأن الأجواء توحي أن الشارع لن يجذب كثيراً من الساهرين في هذه الليلة.

لكنّ هذا لم يمنع l'avocat من تحديد سعر لليلة وهو 55 دولاراً للمشروب المفتوح العادي و65 للمشروب البريميوم، إضافة إلى مقبلات وسلطة وصحن رئيسي مع كوتيّون طبعاً. كما أنه يترك مجالاً للحجز العادي، أي الذي يدفع فيه الساهر لقاء ما يأكل ويشرب. ولا يبدو معروفاً إن كانت أسعار بدارو المتدنية نسبياً ستنعكس إقبالاً أكبر على الشارع يخالف التوقعات.

وحددت بعض الحانات سعراً بسيطاً للدخول مع "كوتيّون"، على أن يدفع الساهرون ثمن ما يطلبونه وفق الأسعار العادية. فـ"دانيز" في بدارو مثلاً حدد سعر الدخول في ليلة رأس السنة بـ20 دولار لقاء كوتيّون ومنسّق أغاني. ووفق مدير الحانة في بدارو مارينو شيهان، فإن الأسعار ستبقى كما هي في هذه الليلة، ولن يكون هناك أسعار خاصة بالمشروب المفتوح أو فورمولا معيّنة للأكل والمشروب.

ومثل دانيز، اختار مترو المدينة هذه السنة سعراً موازياً هو 20 دولار لقاء مشروب واحد وFinger Food وموسيقى يختارها منسق الأغاني "الواد نعناع". ويقول الإعلان إن السهر في المترو ليلة رأس السنة لا يحتاج إلى حجز وأن المجانين فحسب مدعوون للمشاركة في "رقص السنة".

راديو بيروت أيضاً حدد سعراً للدخول مع مشروب واحد بعشرين ألف ليرة لبنانية، إلاّ أنه حدد 100 ألف ليرة للمشروب المفتوح من النوع العادي. أما البريميوم المفتوح فحدد سعره بـ170 ألف ليرة. أما الموسيقى فستتنوّع بين الأغاني المحلية والعالمية الكلاسيكية والهيب هوب والديسكو والهاوس حتى الفجر.

لكن، يبقى الوضع أفضل نسبياً في شارع مارمخايل، الذي تسمح مساحاته ومواقع حاناته بالتسكع على الطرقات، واحتساء المشروب "عالواقف". ربما لم يبق سوى هذا الحل لغير القادرين على دفع مبالغ باهظة هذه الليلة، والذين سيحتفلون مثل كل عام في شوارع المقدسي وزواريب الحمرا، الجميزة، وفي وسط بيروت والداون تاون، وستكون ليلتهم بما ستحمله من احتكاك مع المدينة وسكانها المحتفلين، أفضل بأضعاف من سجون الحانات البيروتية.

المصدر: المدن

موضوع ذات صلة: عماد قانصو ينظم حفلاته لرأس السنة في الموفنبيك والكورال بيتش

تعليقات: