الامين العام لمركز الخيام يشرح تفاصيل ترحيله من المكسيك

الامين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا،
الامين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا،


صفا شرح تفاصيل ترحيله من مطار مكسيكو: التبرير بأني مطلوب للانتربول حجة ملفقة وقضيتي في عهدة الخارجية وابراهيم

..

شرح الامين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا، في مؤتمر صحافي عقده في مقر المركز، قضية ترحيله من مطار مكسيكو.

واشار صفا الى انه توجه الى مكسيكو في 3 كانون الاول الحالي عبر مطار رفيق الحريري الدولي، بدعوة من المركز الدولي لتأهيل ضحايا التعذيب IRCT للمشاركة في المؤتمر العالمي عن "الحق في التأهيل" بصفته عضوا في المجلس عن منطقة الشرق الاوسط وحضور الاجتماع السنوي على هامش المؤتمر، مؤكدا ان سلطات المطار لم تبلغه بأي ملاحظات. ثم انتقل الى مطار فرانكفورت ومنه الى مكسيكو ولم توجه له ايضا اي ملاحظات، مؤكدا "ان كل اوراقي ووثائقي قانونية".

وقال: "وصلت مطار مدينة مكسيكو وتوجهت كما اي مسافر الى الاجهزة المولجة ختم اشارة الدخول، ولكن ما ان تسلم رجل الامن المكسيكي جواز سفري للتدقيق بالكمبيوتر طلب مني مرافقته الى غرفة مجاورة والانتظار لدقائق. فحضر احد رجال الامن وطلب منى ملء استمارة تتعلق بالاسم وتاريخ الميلاد والهدف من الزيارة، وسلمته نص الدعوة الرسمية من IRCT".

واشار صفا الى انه بعد ساعة من الانتظار توجه الر رجل الامن بالقول: "انا لم اعد الاحتمال واذا كان هناك امر ما فرحلوني"، فاجاب رجل الامن "هذا الذي قد يحدث". واوضح ان رجل امن آخرا حضر حاملا ورقة مطبوعة باللغة الانجليزية وقال لي: انت مطلوب للانتربول الدولي وسترحل الى بلدك ولن يسمح لك بدخول المكسيك الا بعد 5 سنوات".

وقال صفا: "صدمت بكلامه وقلت له يبدو ان هناك التباسا في المعلومات لديكم. ثم طلب مني التوجه الى غرفة لتسليم ما بحوزتي، ووضعت في غرفة كمركز احتجاز في المطار.

لم يحقق معي او يسمح لي بالنقاش او الاعتراض وقيل لي فقط: لا نعرف الانجليزية.

وكشف انه قضى الليل جالسا على الارض من دون طعام، وعند مقابلته احد المسؤولين

ابلغه انه يريد الاتصال بعائلته وبمحاميه وابلاغ IRCT الجهة المنظمة للمؤتمر والتحدث مع السفير اللبناني في مكسيكو. وقال: "كان يسمعني باستهزاء ولم يبالي بطلبي. وبعد حوالي 6 ساعات جاء الحارس بالطعام ولكني رفضت تناوله الا عندما يسمح لي باستخدام الهاتف وتلبية ما طلبته. حتى الماء لم اتناوله الا في صباح اليوم الثاني مع انني هناك لم اعرف النهار من الليل".

وتابع: "في الصباح حضر مندوب شركة طيران اللوفتانزا وطلب مني ان اتناول الطعام فرفضت الا اذا سمحوا لي باستخدام الهاتف، فتدخل لدى سلطات المطار وسمحوا لي فقط باتصال هاتفي مع فندق هيلتون لابلاغ IRCT ولكن للاسف كان الجميع نياما. وبسبب الام في قدمي طلبت طبيبا وعندما جاء الطبيب قال لي من دون الكشف علي: اني كذاب. وابلغت اخيرا انني سأغادر مكسيكو الى ميونيخ ثم الى فرانكفورت ومنها الى بيروت على طائرة اللوفتهانزا. تمت مرافقتي حتى قاعة الانتظار وجلس حارس امني بجانبي من دون السماح لي باستخدام هاتفي وعندما دخلت الطائرة اتصلت فورا باحد الاصدقاء في بيروت لابلاغ ما حدث لي وقلت له انني اتحدث من المرحاض للتمويه وكان الاتصال الاول مع العالم الخارجي".

واكد صفا "ان ما جرى بحقي في مطار مكسيكو مخالف لكل القوانين الدولية وخصوصا للمادة الثالثة عشرة للاعلان العالمي لحقوق الانسان التي تكفل لكل فرد حرية التنقل"، وقال: "اوراقي قانونية مائة بالمائة وجئت لحضور مؤتمر دولي للتأهيل ومناهضة التعذيب، فاذ بي اتعرض في مطار مكسيكو لتعذيب نفسي ومعاملة سيئة اقسى من التعذيب الجسدي، وأمنع عبر عملية ترحيل بشعة من المشاركة في المؤتمر الدولي وعرض رؤية مركز الخيام وبرنامجة في لبنان وهو يعتبر انتهاك للحق في التعبير".

اضاف: "اما تبرير عملية الترحيل باني مطلوب للانتربول الدولي، فهي حجة واهية وملفقة واساءة معنوية لمؤسسة حقوقية ولمدافع عن حقوق الانسان منذ اكثر من 35 عاما، ولنفترض انني مطلوب للانتربول كما زعمت سلطات مطار مكسيكو فما كان ليسمح لي اساسا بمغادرة مطار بيروت الدولي، او حتى دخول مطار مكسيكو، وكان يجب اعتقالي وتسليمي للانتربول فورا. اما القول بأن علاقتي مضطربة ومتوترة مع البلدان المجاورة كما قال احدهم، فهو اسطع دليل على ان قرار ترحيلي وحرماني من المشاركة في المؤتمر هو تنفيذ لاملاءات خارجية اجنبية وعربية بالتضييق على مركز الخيام وامينه العام كجزء مما يتعرض له المدافعون عن حقوق الانسان في العالم من قمع وانتهاكات. ومع ذلك ما شأن المكسيك بعلاقاتي الخارجية؟".

كما أكد "ان عملية الترحيل اعتداء على مواطن لبناني لم يقم بأي عمل مخالف للقوانين المكسيكية لا أمنيا ولا سياسيا حتى يتم ترحيله واحتجازه في شبه زنزانة في مطار مكسيكو".

وقال: "لذلك، وقبل توجيه الاتهام وبالتشاور مع المركز الدولي IRCT الذي انتمي اليه وبالتنسيق مع المؤسسات الحقوقية اللبنانية والعربية والعالمية، اضع هذه القضية في عهدة الحكومة اللبنانية عبر وزارة الخارجية اللبنانية ممثلة بالوزير جبران باسيل والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم واللجنة النيابية لحقوق الانسان وIRCT اولا، لادانة عملية الترحيل وسوء المعاملة التي تعرضت لها ومساءلة السلطات المكسيكية عبر سفارة لبنان في مكسيكو عن ترحيلي قسريا والصاق تهمة ملفقة لها اثار خطيرة على مستوى مركز الخيام وعلى حياتي شخصيا، وان يتم استدعاء السفير المكسيكي في بيروت لمعرفة حيثيات عملية الترحيل ومطالبة الحكومة المكسيكية بالاعتذار من الحكومة اللبنانية ومني شخصيا ومن مركز الخيام و IRCT".

ودعا صفا المنظمات الدولية الى تفقد مركز الاحتجاز في مطار مكسيكو لافتقاره لادنى المعايير الدولية والانسانية.

وقال: "كما احتفظ لنفسي ولمركز الخيام، وبعد التشاور مع المحامين الديموقراطيين والدوليين وشركائنا، بتقديم شكوى ضد حكومة مكسيكو ودفع التعويضات المطلوبة سواء المعنوية او المادية".

وختم صفا: "ما جرى لي من احتجاز وترحيل قسري رسالة انذار لجميع المدافعين عن حقوق الانسان من اجل كم الافواه. ولكن اقول لمن اتخذوا قرار الترحيل ولمن نفذوه ان صوتي سيعلو اكثر وسأبقى على التزامي بمبادىء حقوق الانسان وبمناهضة التعذيب والقمع والاحتلال والاستبداد حتى الرمق الاخير في حياتي".

تعليقات: