العاصمة خسرت أحد أبنيتها التراثية مبنى النويري «مهدوم» في زمن «النهوض»

  السيارة المتضرّرة بجانب مبنى النويري بعد هدمه
السيارة المتضرّرة بجانب مبنى النويري بعد هدمه


بعد 3 أيام على إخلاء مبنى المصيطبة بسبب خطورة سقوطه وحدوث كارثة تطال حياة سكّانه، شهدت منطقة النويري في بيروت صباح أمس هدم مبنى يقع في شارع البسطة – محلة النويري، الذي يعود بناؤه إلى نحو 90 عاماً، الأمر الذي ترفضه العاصمة بيروت بشدة لأنّها تحزن على ابنيتها.

مبنى النويري يُعتبر من الأبنية الأثرية السكنية المتبقية في العاصمة، وقد تم إخلاؤه من سكّانه منذ عامين بعدما حصل مالكه على ترخيص من بلدية بيروت يسمح له بالهدم وبناء مبنى جديد.

والجدير بالذكر، أنّه لم يتم أخذ الاحتياطات اللازمة المتوجّب اتخاذها عند القيام بمثل هذه الخطوات كعزل المبنى عما يُحيط به من مارّة وسيارات وما إلى هنالك، حيث كانت الضحية الوحيدة نتيجة عملية الهدم سيارة بيضاء مركونة بجانب المبنى المهدوم، ولحسن الحظ أنّه لم يتم سقوط ضحايا أو جرحى وإلا لكان الأمر مختلفاً تماماً عمّا هو عليه. ناهيك عن الطريقة التي تم بها هدم المبنى وما أدّت إليه من قطع في إمدادات الكهرباء وشبكة الهاتف والإنترنت في شارع يُعرف تاريخياً بطابعه التجاري العريق.

من جهة أخرى، طرحت أوساط متابعة لعملية هدم مبنى النويري أسئلة حول أزمة متعلّقة ببعض مباني العاصمة ومتانتها، الأمر الذي يصب مباشرة بالحفاظ على سلامة السكان وحماية منازلهم، إضافة إلى أنّ المبنى المهدوم قد صُنّف سابقاً من قِبل مديرية الآثار في وزارة الثقافة عام 2012 بأنّه يعود الى النصف الاول من القرن العشرين، ويتميّز بشكله الهندسي وعناصره التراثية من الداخل والخارج، الامر الذي يتطلب من المعنيين الحفاظ عليه وترميمه أسوة بباقي الابنية التي تحتوي على مميزات تراثية، الامر الذي أودى بأحد أبنية العاصمة التراثية فكان مصيره الهدم في زمن النهوض.

محمد المدني


تعليقات: