الموت يخطف ابن 3 أعوام ونصف بعد ابن الـ18 في جبشيت

الطفل مصطفى حسين الجرمقي (3 سنوات ونصف) الذي توفي متأثراً بحروقه التي أصيب بها قبل 10 أيام بينما كانت عائلته تحضر الهريس
الطفل مصطفى حسين الجرمقي (3 سنوات ونصف) الذي توفي متأثراً بحروقه التي أصيب بها قبل 10 أيام بينما كانت عائلته تحضر الهريس


كارثة تُصيب عائلة لبنانية واحدة.. "الموت يخطف ابن 3 أعوام ونصف بعد ابن الـ18 عامًا"!

كأن الموت لوهلة قرر أن يجلس على عتبة منزل آل الجرمقي، ليصطاد طيورهم طيرًا تلو الآخر، كأن الموت طرق الباب وأبى الرحيل إلا مع جناحي ابن الـ18 عامًا وابن الثلاث سنوات ونصف ، ليحطّ بهما في عالمه الأبدي ويشعل في قلب أهل جبشيت حروق فراق كتلك التي اندلعت في جسدهما وفي منزل آل الجرمقي جروحًا بليغة وآهات تزداد تجلجلا في اعماقهم كلّما رأوا شابًا في مقتبل العمر أو طفلا يبتسم.

مأساة تكرّرت ولو استطاعت الدموع ان تبلسم حروقهما لفعلت إلّا أن القدر اختار وقرر ، فلا الدموع أعادت محمد من حريق أصاب مركز عمله "كاراج للسيارات" في مرج حاروف ولا دعاء الأم وآهاتها استطاعا أن يعيدا إلى الطفل مصطفى حيويته وابتسامته بعد معاناة استمرت 10 أيام نتيجة وقوعه في "دست الهريسة". في عاشوراء.

فجر يوم السبت أشرقت الشمس حزينة على آل الجرمقي إذ أن الشاب محمد محمود الجرمقي (18 عاماً) غادر الحياة نتيجة الحروق التي أصيب بها اثر الحادث المؤسف الذي وقع الاربعاء الماضي (30 تشرين الثاني 2016) في كاراج غانم في محلة مرج حاروف النبطية حيث يعمل، جراء حريق اندلع في الكاراج بسبب اشتعال مادة البنزين.

وعصر أمس، غابت الشمس لتترك في منزلهم حزنًا مضاعفا لا ينجلي مع سواد الليل، فقد توفي الطفل مصطفى حسين الجرمقي (3 سنوات ونصف) متأثراً بحروقه التي أصيب بها قبل 10 أيام، بينما كانت عائلته تحضر الهريسة .

وبحسب مصادر محلية، فإن الطفل لحق أراد اللهو مع قطة رآها في باحة منزلهم، فلحق بها وما إن فرّت حتى حاول القفز من فوق الكرسي ليمسك بها إلّا أن القدر كان قد تربّص به منتظرًا الفرصة المناسبة ، فسقط مصطفى في "حلة الهريسة" الموضوعة على الأرض والتي كانت تغلي فتعرّض ذلك الجسد الطري لحروق بليغة.

وبحسب ما يتم تداوله فإنّ مستشفيات عدّة رفضت استقبال مصطفى لتفتح مستشفى السلام في طرابلس أبوابها امامه علّها تعيد إلى هذا الطير جناحيه ، لكنّ رغم المحاولات الحثيثة التي بذلها الأطباء حينذاك، غادرت البراءة الحياة لتنضم عصر يوم امس الى ابن عمّها وتجاوره في ذلك العالم المجهول.

بحادثين منفصلين، كوى الموت قلوب عائلة الجرمقي وارتدت جبشيت السواد واليوم كما امس ستودّع ابن الثلاث سنوات ونصف الى مثواه الأخير عسى ان يلهم الله عائلته الصبر والسلوان.

الشاب محمد محمود الجرمقي الذي توفي متأثرا بالحروق التي أصيب بها اثر الحادث المؤسف الذي وقع الاربعاء الماضي
الشاب محمد محمود الجرمقي الذي توفي متأثرا بالحروق التي أصيب بها اثر الحادث المؤسف الذي وقع الاربعاء الماضي


تعليقات: