شتاء مخيمات النزوح.. من تحت الدلفة لتحت المزراب


مرجعيون:

الأمطار خير من السماء ونعمة للأرض والبشر الذين انتظروا طويلا هذا العام هطولها لتروي عطش حقولهم الزراعية وغلالهم التي بذروها في الأرض، إلا ان الحال هذا لا يتناسب مع النازحين السوريين المقيمين في مخيمي النزوح في مرج الخوخ-سهل ابل والوزاني في قضاء مرجعيون، في 300 خيمة تفتقر الى الحد الأدنى من مقومات الصمود في وجه الأمطار والسيول والعواصف التي يحملها معه الشتاء ليتحول الى نقمة وليس نعمة، وهم كما يقول المثل الشعبي: «من تحت الدلفة لتحت المزراب»، فالشوادر التي يغطون فيها خيمهم لتقيهم الحر والمطر والبرد بات معظمها في حالة رثّة ويرثى لها، وهم يقومون بمعالجة الثقوب والفتحات فيها بما تيسر لهم من لافتات اعلانات مرمية هنا وهناك، إذ ليس لديهم القدرة المادية لإستبدالها في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يرزحون تحتها وتراجع المساعدات من الجهات الدولية المانحة وغياب فرص العمل لا سيما في فصل الشتاء.

ويشير ابو هاني الجاسم، من إدلب، الذي يقطن وزوجته وولديه في خيمة مع والدته ووالده واخوته الأربعة، الى ان «الحياة صعبة علينا في جميع الأحوال، خاصة نحنا اللي عايشين بالخيم، يعني المساعدات ما منعرف كيف بتجي ولمين، وشو السبب والمعيار، خاصة بفصل الشتا، يعني ما في شي، الخيم تعبانة والحالة تعبانة، وما في شغل بهالإيام، والتدفئة بين المازوت وما نجمعه من الحطب من هون وهون».

تضاف الى ذلك مشكلة تنقل النازحين بين خيمهم التي تتحول الى مستنقعات من المياه الموحلة الممزوجة مع المياه المبتذلة المتسربة من الخيم، لعدم وجود شبكات صرف صحي بين الخيم.فيفرض الشتاء على اطفال النزوح التزام الخيم، فتتحول حياتهم الى ما يمكن وصفه بسجن تغيب عنه ابسط حقوق الأطفال في اللعب واللهو مهما كانت الظروف المناخية وغير المناخية، وذووهم لا حول لهم سوى الدعاء والأمل بإنتهاء المحنة عن ديارهم والعودة اليها لإعادة بناء سقف يؤويهم، حيث تقول أم محمد، والدة أبو هاني: «نشتري المازوت بالقطّارة، وكل ساعة بساعتها، والمشكلة والهمّ ولادنا اللي بينحصروا داخل الخيمة بسبب الوحل والسيول، وكل ما بيطلع حدا لبرّا يعني لازم يغيّر ثيابو من الوحل، ولكن الله كريم وكل شي من الله يا محلاه».

وتؤكد ام عز الدين الفواز، من حلب ولديها عشرة أولاد: «الشتا صعب علينا، وخصوصي على ولادنا من برد وحصر بالخيمة«، آملة من المنظمات الدولية والجهات المانحة «اقامة ممرات من الباطون بين الخيم وفلش البحص للتخفيف من الوحول، ونقدر نتحرك بسهولة وولادنا يطلعوا شوي من الخيمة أقله وقت الصحو».

وتختم بالقول: «يعني كل اللي منتمناه هوي انو تنزاح هالغيمة عن بلدنا ونعود على ديارنا اليوم قبل بكرا».

ويشير زوجها الى ان «باب الشتا ضيق والعمل يصبح نادرا، ومتطلبات الشتاء كثيرة والعين بصيرة واليد قصيرة، بدنا ثياب للأولاد ومواد تدفئة مازوت او حطب، وكله صعب تأمينه في هذه الأيام، لذلك نتمنى على الجهات المانحة الإهتمام فينا أقله ليخلص الشتا».

تعليقات: