عودة الصناعات النحاسية.. إلى سوق الخان

عادت الصناعات النحاسية القديمة الى سابق عزّها من الازدهار في الأسواق الجنوبية. غدت تحفاً مطلوبة بقوة لدى المستهلك اللبناني، تتصدّر معروضات واجهات المحال وزينة المهرجانات السياحية والسهرات القروية في مختلف المناطق اللبنانية. كما دخلت في صلب الأواني المنزلية المطبخية، والحدائق الخاصة والعامة.

وتتوزّع الأواني النحاسية الأكثر رواجاً هذه الأيام، بحسب أشكال متعدّدة تبدأ بالحلل المتعدّدة الأحجام، الصواني، الطناجر، الملاعق، لتصل الى السكاكين والخناجر، ثم لوحات الزينة والنقود.

في سوق الخان الشعبي والأسواق الأخرى المشابهة تتزيّن البسطات بالأواني النحاسية لتلاقي رواجاً لدى زوار الأسوق، كما يشير سامر أحد التجار. يقول: «النحاس بات مطلوباً ويمكن وصفه بشيخ البسطات، خصوصاً أن أسعاره مقبولة، والزبائن من اللبنانيين كما السيّاح الأجانب الذين يعملون في إطار قوات اليونيفيل فهؤلاء يحملون الأواني النحاسية هدايا إلى بلادهم».

يقول الجندي الأسباني مايكل إن «أفضل هدايا أقدمها لعائلتي وأصدقائي المصنوعات النحاسية، سأحمل العديد منها إلى اسبانيا على أنها هدايا مميّزة إلى بلدي». يضيف: «إنها جميلة أنيقة وتدوم لفترة طويلة».

ولرونقها عرضت في المهرجانات الصيفية التي شهدتها قرى عدة في المنطقة الحدودية أنواعاً متعددة من الأواني النحاسية، وقد جذبت اليها المشاركين وبشكل لافت للانتباه.

يشير عمر، المشرف على تنظيم أحد هذه المهرجانات، إلى «أننا نعمل على جمع كل ما امكن من الأواني النحاسية، وفي الكثير من الحالات يتمّ تجديدها، من خلال عملية يطلق عليها التبييض، والتي تقوم بها عناصر متخصّصة تُعرف بالمبيضين، ولكن للأسف بات مثل هؤلاء قلائل». ويشرح أن «عملية التبييض تتمّ من خلال تحمية الإناء النحاسي على نار قوية يستعمل في إشعالها منفخ هوائي قديم يدوي، ومن ثم تطلى بالقصدير لتمسح بعدها بالقطن، وتُبرّد بسرعة داخل قدر من الماء البارد، تعود بعدها القطعة النحاسية الى نقاوتها، بيضاء ناصعة تصبح بعدها صالحة للاستعمال».

اكتشف النحاس في العصور القديمة وقد استخدم بداية في صنع المعدات العسكرية أو ما يُسمّى بالسلاح الأبيض، ثم تطور إلى أن وصلت صناعته الى الأنابيب النحاسية.

تعليقات: