الرفيق علي ادريس

عزت رشيدي: ثمة رجال يمرون يتركون في المكان هالة من الحب والتضحية والاندفاع للعطاء
عزت رشيدي: ثمة رجال يمرون يتركون في المكان هالة من الحب والتضحية والاندفاع للعطاء


منذ بداية شبابه كان ممتلئا بالحرية والفكرالعلمي، فانطلق يعمل للتغيير ثائرا على الظلم والرجعية والاقطاع ، فحيث حط رحال عمله  كانت له بصمات واضحة جلية ، وبلدة ارنون شاهدة على حراكه ونشاطه ومهنيته ، كان استاذا فيها فعلم بصدق وتفاني ،وكان مناضلا  فحرك الشباب فيها حيث جعل بركتها لا تعرف ركودا  وساحتها لا تعرف نوما وسهراتها لا تعرف بديلا عن النقاش والحوار . في بلدته الخيام كان من مؤسسي ناديها ، ومن قادة حركاتها التغييرية،  ومن المتصدين لاقطاع يورث اقطاعا وظلما . وابان الاحتلال كان له دور جلي في المقاومة قاده معتقلا من المدرسة الرسمية التي يعلم فيها الى سجن العدو . احب الخيام فكانت معشوقته الدائمة لا يرغب لحظة في مغادرتها ، احب مرجها وسواقيها وشمسها وظلها ووارف شجرها واحب عرق عمالها وفلاحيها وانحاز الى تعبهم كما الى تعب كل عمال العالم فانخرط بنشاط قل نظيره في الحزب الشيوعي اللبناني 

انتصر عليه المرض واقعده لكنه لم ينتصر على وعيه فكان يوجه وينافش ويسال ويرتاي حتى اخر لحظات عمره 

ثمة رجال يمرون يتركون في المكان هالة من الحب والتضحية والاندفاع للعطاء، ثمة رجال كبار يمرون هم شمس الساحة وفرحها وريعان افكارها ، ثمة رجال يمرون ويبقى اسمهم في المكان الى ابد الابدين ، الرفيق علي ادريس ابرز هؤلاء   

تشيعك الخيام  حزينة وقد رحلت باكرا عنها ، تشيعك القلوب مشدودة اليك كما كنت ابدا محبا لها وعاشقا ، تحملك الراحات نحو مرقدك الاخير لكن مرقدك لن يكون غير افئدتنا وعيوننا وعقولنا  . 

تعليقات: