كامل مهنا يستحق «نوبل».. وإن لم تُعطَ له!


ندر أن عرفنا في لبنان ، تحديداً، وربما في المنطقة العربية، طبيباً مثل كامل مهنا نذر نفسه لخدمة مجتمعه، ولا سيما الفقراء من أهل الأرياف البعيدة عن المدينة أو في الضواحي المزدحمة بسكانها الوافدين من سائر مناطق لبنان والذين يعيشون من الناتج المحدود لعملهم.

إن كامل مهنا الذي بدأ حياته مناضلاً من اجل حياة أفضل لوطنه ومواطنيه، قد مارس ما يؤكد صدق نضاله السياسي عملياً عبر تكريس وقته وجهده لإسعاف مواطنيه ومعهم الإخوة الفلسطينيون في جهات مختلفة من ضواحي بيروت، وعندما تم تفجير الحرب الأهلية، توجب على كامل مهنا، طبيب الأطفال، أن يتحول إلى جراح لإنقاذ ضحايا القصف، في النبعة وجوار مخيم تل الزعتر، ثم تابع هذه المهمة في الدامور.. وكان بديهياً أن يندفع جنوباً حيث كان الاجتياح الإسرائيلي قد دمر بعض المستشفيات والمستوصفات، وغادر الكثير من العاملين في حقل العمل الاجتماعي مناطقهم خوفاً من الاعتقال، ولا أحد ينكر جهده الاستثنائي لتأمين علاج مجاميع من الجرحى اللبنانيين في فرنسا نتيجة علاقاته الممتازة مع «أطباء بلا حدود» و«أطباء العالم».

بعد فترة من العمل، مع رفاق وأصدقاء له في «النجدة الشعبية»، اندفع طبيب الأطفال، بالأساس، إلى إنشاء «عامل» كهيئة تكرس جهود المنتسبين إليها لخدمة الأهالي، في الأرياف الجنوبية بعد ضواحي بيروت وهم بعض جمهور الفقراء محدودي الدخل، قبل أن تمتد أنشطة «عامل» إلى البقاع، من دون تمييز بين السكان على أساس طائفي أو مذهبي.

كامل مهنا لا يهدأ ولا يتعب ويحسن توظيف علاقاته وصداقاته مع المنظمات الدولية ومع الهيئات الإنسانية لتعزيز قدرات «عامل» على خدمة الناس.

وما يميز الدكتور كامل مهنا ومؤسسة «عامل» البراءة من الطائفية والمذهبية، والتوجه لخدمة الإنسان والمحتاجين، لا سيما خارج العاصمة، سواء في الجنوب أو البقاع أو جبل لبنان فضلا عن ضواحي بيروت.

ومراكز «عامل» تتجاوز الرعاية الصحية إلى تدريب الفتيات والفتيان ليكتسبوا خبرات مهنية تساعدهم في بناء حياة أفضل.

إنه واحد من أبرز العاملين لخدمة المجتمع في لبنان.

ولقد أفاد من شبكة علاقاته الدولية التي تشمل العديد من العواصم في الغرب، فضلاً عن المنظمة الأم للعديد من الهيئات التي تهتم بتطوير المجتمعات وتقدمها وتوفير الحماية من الأمراض فضلاً عن معالجتها. إنه رجل كبير من بلادي استطاع بناء هيئة أو منظمة اجتماعية ـ صحية ناجحة جداً تساعد في قيام مجتمع أكثر صحة وأكثر وعياً بالسلامة العامة.

الدكتور كامل مهنا ومؤسسة «عامل» يستحقان كل تقدير نتيجة للخدمات المميزة التي قدماها للمجتمع في لبنان، سواء في حقل الصحة أو العمل لخير الناس، كل الناس.

ونحن اللبنانيين، نشعر بالاعتزاز ونحن نتابع ترشيح الدكتور كامل مهنا ومؤسسة «عامل» لنيل جائز نوبل. وبكل ثقة نقول:

إنهما يستحقان هذه الجائزة الدولية ذات المستوى الرفيع... حتى لو منعتها عنهما التدخلات وشيء من العنصرية و«البعد» عن منطقتنا وأهلها.


تعليقات: