جرّاح لبناني قضى صدماً في فلوريدا..


شاحنة تقضي على حياة ونجاحات الطبيب اللبناني اللامع في ميامي نيكولا ابراهيم

مرة أخرى، يلاحق الموت المغتربين اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم بحثاً عن عيش كريم ونجاحات، ومورد اقتصادي لمستقبلهم.

موعد القتل الجديد، كان مع ابن جونيه الطبيب اللبناني نيكولا ابراهيم 36 عاماً في أميركا التي قصدها لتأمين حياة أفضل، بعدما عزّت فرص العمل المناسبة في وطنه.

كلمات مؤثرة تعكس هول الفاجعة والحزن العميق، نعى أهل وأصدقاء نيكولا، الذي راح ضحية حادث صدم في ولاية فلوريدا الأميركية، كلٌّ على طريقته، نعوا الابن المتفائل والمحب للحياة، الزميل الطموح والشغوف في عمله، والصديق الذي لم يتوانَ يوماً عن الوقوف بجانب كل من يعرفه في وجه المصاعب، بحسب تعبيرهم.

من هو نيكولا ابراهيم؟

تخرج نيكولا (المولود في جونيه) من جامعة “القديس يوسف” كصيدلي، ثم سافر إلى باريس ليكمل مسيرته الدراسية والمهنية في جامعة “باريس 5 ديكارت”، ثم تخصص في جراحة التجميل في “سيول” عاصمة كوريا الجنوبية عام 2015. انتقل بعدها الطبيب الشاب إلى الكويت حيث عمل في مستشفى “دار الشفاء كلينك” المتخصصة في تقديم خدمات وعلاجات في التوليد والأمومة وأمراض النساء.

هكذا وقع الحادث وهذا آخر ما كتبه

وفي تفاصيل الحادث المفجع الذي أدى لوفاته منذ يومين، فقد أفيد أنه وأثناء ترجّل نيكولا من سيارة كان يقودها ليتولى صديقه الكويتي عبد العزيز العنزي (37 عاماً) القيادة، في طريق عودتهما من ميامي، صدمته شاحنة كانت تسير بسرعة فائقة، وفق ما أعلنت شرطة المرور في الولاية.

قبل يوم من هذه الحادثة، كتب نيكولا على موقعه على “انستغرام”: “إلتقينا لسبب ما.. فإمَّا أنت نعمة.. أو درس من دروس الحياة..”، كلمة كانت كافية لتنهال عليها التعليقات وكلمات النعي من كل من عرف هذا الشاب.

أصدقاؤه المقربون نعوه على طريقتهم الخاصة، مستذكرين ذكرياتهم معه، تقول صديقته رباب الحاج حسن: “لما بلحظة الموت يخطف أكتر الناس تعلقاً وحباً للحياة.. ما عندي كلام قولو غير الله يرحمك.. الله يرحمك صديقي وطبيبي العزيز د. نيكولا إبراهيم في ذمة الله”، لتضيف ديما: “الله يرحمك يا دكتور، طموحك كان عالي كتير، كنت ناجح دائما، تعلمت منك قصص كتير، وعطيتني من خبرتك”.

وقال آخر: “لقد علمتني كيف أكون صادقاً وحقيقياً، ستكون دائماً مثالي الأعلى، أنت الذكرى الجميلة التي سأبتسم في كل مرة أتذكرها، حتى لو لم تكن معي”.

وكان لصديقته المقربة التي نشرت صورة تجمعهما حديث مؤثر معه، إذ قالت وكأنها تناجيه: “ليت خبر مماتك كابوس أصحو منه الآن، لا أعلم كيف سأكمل حياتي من دونك، دون أن أرى وجهك، عزيزي، لقد علمتني كيف أواجه مصاعب الحياة ببساطة ومرونة، لكنك الآن لست معي لترشدني، كيف سأواجه الحياة من دونك، هذه المرة انت الذي رحلت”.

“امك واخواتك كانوا موعودين بالاحفاد”!

أما خاله انطوان نادر فنعاه بكلمات أقرب إلى الشعر فيها الكثير من الآهات، قال: “يا عريس الأرض صوب السما كانوا عيونك طلوع! المسيح حلمك كان تشوفوا! لبيت حلمك فليت عالسما بكير! وتركت خلفك نزيف بقلوب الاهل والمحبين! ما في زمن بيكفي ينشف جروحوا! مبروك حلمك عالسما! بس تركت عالارض احلام كثير! امك واخواتك الصبايا عالارض! كانوا موعودين احفاد الك يشوفوا! (الله يبارك وجودك بدار الخالدين يا خالي.. الله معك).

عندما تغدر الحياة، لا شيء يقف في وجهها، إنه القدر وقد يكون الموت نجاة أو ملاذاً أو مأساة أحياناً، لذا لا يسع إلا القول “رحمه الله “.




تعليقات: