التخمير الميكروبي لرفع التلوث عن نهري الوزاني والحاصباني

نفايات في الحاصباني
نفايات في الحاصباني


أطلقت مجموعات بيئية وهيئات نسائية وشبابية في المنطقة الحدودية في الجنوب اللبناني، وبالتعاون مع البلديات واتحادات بلدية حملة واسعة، هي الأولى من نوعها، لتنظيف نهري الوزاني والحاصباني من التلوث بزيبار الزيتون والمياه المبتذلة، من خلال “التخمير الميكروبي” Microbial fermentation باستخدام الأنزيمات، الناتج عن معالجة علمية كيميائية لبقايا النفايات المنزلية والخضار والفاكهة الهالكة.

تحضير سائل الأنزيم يتم بوسائل بسيطة وطرق سهلة غير مكلفة، بحيث يلزمه كما اشارت الناشطة البيئية سحر حمدان لـ greenarea.me “مجهودا شخصيا خفيفا، قوامه برميل من البلاستيك توضع فيه 10 ليترات من الماء مع كيلوغرام واحد من السكر الأسمر (أو دبس أو عسل) يضاف اليها 3 كيلوغرامات من نفايات الخضار والفاكهة والزهور واوراق النباتات، وتغطى فوهته بغطاء محكم، على ان يتم فتحه مرة في اليوم ولفترة دقائق معدودات، بهدف تنفيس الغاز من داخله، ويستمر هذا الوضع لفترة حوالي الـ 30 يوما، ومن بعدها يغلق البرميل بشكل محكم دون فتحه لمدة ثلاثة اشهر، يحفظ خلالها في مكان بعيد عن الشمس، على ان يفتح بعد هذه الفترة، ومن ثم تُصفى المادة التي تكونت بداخله، والتي يطلق عليها الأنزيم، لتنقل وتفرغ في المياه الملوثة، والبقايا التي تبقى بعد التصفية تستعمل كسماد للتربة”.

مخصب طبيعي للتربة وهذا المحلول ذو قدرة فعالة ضد التلوث، ويُستعمل كما توضح حمدان ايضا “في معالجة العديد من حالات التلوث، على ان يصار الى تخفيفه قبل الإستعمال وعلى الشكل الآتي: 1 سم3 من هذا المحلول لكل 200 سم3 من المياه، بحيث يستعمل لتعطير الجو، 1سم3 لكل 1000 سم3 للحشرات وللشامبو والجلي وتنظيف المنزل وتغذية الشجر، ولتخصيب التربة وتنقية الفاكهة والخضار من الهرمونات والكيماويات، وإذا تم رمي ما يعادل الـ 30 الف ليتر من الانزيم في مجرى النهر ولمدة لا تقل عن السنتين، فانه يساهم بتعقيم وتطهير المياه الجارية، الحمامات والمجاري الصحية يعمل على تطهيرها كما المياه الجوفية وبنسبة عالية”.

والــ ENZYME هو خلاصة مادة تصنع بطريقة بسيطة وتفيد كل منزل، تخفف التلوث، وتحد من انتشار النفايات أو رميها بطرق عشوائية، لا سيما وأن الأبحاث اكدت ان لبقايا الفاكهة والخضار منافع عدة، فمن الممكن جعلها سمادا للشتول، ومخصبا طبيعيا للتربة، والمياه التي تخمر بها هذه البقايا مع السكر الأسمر، هي الإكسير الذي يعالج التلوث، فحسب البحوث العلمية الموثقة، فإن كل قنينة بمعدل ليتر ونصف الليتر من هذا الأنزيم تعطي الاوكسيجين مع الاوزون بمعدل ما تعطيه 10 اشجار، وكل ليتر من الأنزيم ينظف الف ليتر من المياه الملوثة، حتى مياه المجارير والمياه الجارية، مياه البحر والمياه الجوفية.

تنظيف النهرين وكان مكتب النائب انور الخليل في حاصبيا قد اجرى دورة حول قدرة الأنزيم على رفع التلوث وكيفية تحضيره، شارك فيها اكثر من 100 سيدة قررنَ بعدها التوجه لرفع التلوث عن الوزاني والحاصباني.

المدربة هيام عون اعربت عن املها “بنجاح خطوة تنظيف النهرين وكافة الأنهر اللبنانية بهذه المادة”، وقالت: “هناك الف مثل على نجاح هذا التوجه، في تايلاند وفي مناطق نامية عدة، اجتهد سكانها بفرض رمي كمية انزيم على مدار السنة من كل منزل، لتنظيف بحيرة مياه ملوثة بحيث اصبحت بعد 4 سنوات مياهها صالحة للاستعمال، ويصار على العمل لتصبح صالحة للشرب”.

والمعروف ان نهري الوزاني والحاصباني، يمثلان مصدري رزق لمئات المزارعين الذين يعتاشون من خيراتهما، إضافة الى كونهما مرتعا سياحيا، تنتشر عندهما العديد من المنتزهات التي يقصدها الزوار من سائر المناطق اللبنانية والأجنبية، لذا تجهد مختلف الجهات المعنية وخصوصا بلدية حاصبيا واتحاد بلديات الحاصباني وجبل عامل، لرفع التلوث المزمن عنهما.




تعليقات: