الفصل الثاني من مسرحية الإنقلاب الفاشل


فتحت الستارة للفصل الثاني من مسرحية " الإنقلاب الفاشل " وظهر البطل على خشبة المسرح نافشاً ريشه " ك ديك الحبش " معتزاً بما توصل اليه وما آلت اليه تركيا:

بعد اعلان فشل الإنقلاب ، اعتقلت سلطات اردوغان ما يزيد على 2700 قاضي ومدعي عام ، وأكثر من 2000 ظابط من مختلف الرتب وكذلك جنود ، فضلاً عن عدد كبير من المدنيين المعارضين والسياسيين ، وجميع هؤلاء كانت القوائم جاهزة لإعتقالهم ، حيث لا يعقل وفي تاريخ الإنقلابات أن يعتقلوا هذا العدد الضخم لثبوت ضلوعهم في المؤامرة في الدقائق الأولى وليست الساعات الأولى .

وقف بطل المسرحية ، ليعلن بأن فتح الله غولن وراء الإنقلاب هو ومجموعة من حزبه غرروا في بعض الظباط للقيام في هذه الحركة ، وانه سيتقدم بطلب اعتقاله من أميركا حيث يقيم واسترداده ليعدم كغيره كما قال اردوغان ، اي استبق الأحكام عن طريق القضاء ، وأصبح هو من يصدر الأحكام بالإعدام .

من الأعداد المعتقلة في الساعات الأولى لفشل الإنقلاب المفبرك ، يدل على افتعال الإنقلاب للتخلص من المعارضة من جميع الفئات من جيش ودرك وشرطة وسلك قضائي ووو .

اتهم اردوغان أميركا وراء الإنقلاب ، صحيح ولكن لمصلحته ، وليست ضده ، لأن شعار الإصلاح الذي حملته أميركا لم يجد نفعاًغير الفوضى التي انعكست عليها ، مما دعاها للتخطيط لإنقلاب ظهرت صورته للعيان ، لحكم الدكتاتورية التي يريدها اردوغان ، من خلال مطالبته بتعديل الدستور لمنحه أوسع الصلاحيات كرئيس للجمهورية ، وهذا كان سبب الخلاف بينه وبين رئيس وزرائه احمد اوغلو .

لقد برزت فئات على التواصل الإجتماعي بين مؤيد لفكرة فبركة الإنقلاب وبين معارض ، والمعارضون اكثر وهم من يؤيد اردوغان في الحكم لإسباب نذكر منها :

لو كان الإنقلاب من صنع اردوغان .. لماذا يعتقل أصدقاءه ؟

لا يجوز الإنقلاب على الحاكم حتى لو كان فاسداً !

اعتقال الأقارب والأصدقاء جديداً في تركيا ، تاريخ السلاطين يثبت ان أكثريتهم قتل اخوته ومنهم من قتل أولاده لصالح ولد آخر ، وكذلك في العهد العباسي حصل قتل العمومة والأخوان !

السلطة ، من اجلها يفعل الإنسان كل ما يريد في سبيل بقائه ، والدليل على ذلك ما قاموا به الدكتاتورين ، ومنهم صدام حسين ، قتل اكثر أصدقائه خاصة الذين كانوا معه في الدراسة .

الرسول ( ص ) قال : " وَيْل لأمة من جائع اذا شبع ، لأن طعم الجوع يبقى تحت عرق لسانه 40 عاماً " .

وأردوغان تاريخه معروف ، هو ابن رجل فقير عاش حياته في البؤس ، وهو ذكي ، وامثاله دائماً يكون من خلفهم الماسونية العالمية ، والمخابرات الدولية ، توصله الى سدة الرئاسة ، وهو ينعم بما لم ينعم به السلاطين ، قصره الذي بناه تكلفته بالمليارات ، واستهلاك الكهرباء شهرياً يتجاوز 750000 دولار ، هل تريد من اردوغان ان يبقي معارض له في الدولة ، وقد سبق له اعتقال الصحافيين وتقديمهم للمحاكمة على يد قضاته وإغلاق صحف ، وكتم الإنفاس والحريات ومصادرة الرأي ، كل هذا امام أميركا المدافعة عن الحريات ، وهي ساكتة صامتة ؟.

ليت الأمور تقف عند هذا الحد ، الخوف من تقسيم تركيا الى دويلات ، لأن هذا دوره المطلوب منه من الذين جاءوا به الى الحكم ، وأصبح من المعروف ان كل شخص له دور أما ان ينفذه او يكون مصيره الهلاك المبكر .

اوروبا واميركا تخاف من الإسلام اذا ما انتشر ، لذلك ، تشرذم الدول المسلمة ، وتخلق فيها الفوضى ، وبالتالي تحجمها ضمن دويلات ، لتبعد الخطر عنها .

الإرهاب المتمثل ب " القاعدة ، الدواعش ، النصرة الى ذلك من مسميات " هو من صنع أميركا وأوروبا وهذا لم يعد خافياً على احد ، كل ذلك لتشويه سمعة الإسلام، البعبع الذي تخافه أميركا ومن ورائها اوروبا ودولة المسخ .

بالرغم من هذا كله ارى بأن بداية نهاية اردوغان قد اقتربت ولن تستطيع أميركا وغيرها من الدول المؤيدة لإبادة المسلمين المؤمنين بالإسلام لقوله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9 الحجر). ولقوله جل وعلا :

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23 الأحزاب) .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: