زائر منتصف الليل


زيارة لي من رجل دين, هذه الزيارة كانت في منتصف الليل, رجل الدين هذا ايقظني من نومي, وراح يكلمني بنبرة عالية لا تخلوا من التهديد, عندما قال لي: انت تهدد مصالحنا في لقمة عيشنا وعيش اطفالنا. نعم ما تكتبه عن الدين ورجال الدين انا اوافقك في كل ما تقوله وهو صحيح صحيح ولا غبار عليه, لكن الناس هم يريدون هذا النوع من الكذب والخداع. نحن رجال الدين وليس كلهم كما أهل السياسة, أهل السياسة ايضاً هم كما نحن كاذبون منافقون في كل ما يقولوه للشعب.

هذا الشعب المغفل يصدق وعود أهل السياسة وخاصة النواب منهم, هؤولاء النواب عندما يخاطبون الشعب في حملاته الانتخابية يرسمون له خارطة المستقبل على الرمال وعلى سطح الماء, وما في هذا الخطاب من وعود كاذبة وما سوف سيقدم من خدمات لهذا الشعب المخدوع وعندما يصلوا الى مقاعدهم تكون عاصفة الكذب قد ازالت تلك الخارطة عن الرمال, وعندما تشتد امواج البحر تبتلع هذه الأمواج تلك الوعود الكاذبة التي كتبت على سطح الماء.

وانا لم ازل استمع الى حديث رجل الدين عندما قال لي وهو في حالة انفعال شديد ابتعد عن رجال الدين نحن بدنا نعيش كما أهل السياسة.

وذهب بعيداً واستيقظت من نومي خائفاً مذعوراً ولم يكن هذا الا حلماً.

* علي عبد الحسن مهدي

تعليقات: