الصنوبر.. ذهب حاصبيا والعرقوب


حاصبياـ

أكثر من 100 الف شجرة صنوبر في منطقتي حاصبيا والعرقوب، ملكية غالبيتها للدولة والبلديات وأملاك خاصة، تتوزع في راشيا الفخار وكفرحمام والهبارية والفرديس وعين قنيا وميمس والكفير والخلوات، ، مشكلة لوحات طبيعية وغنى للبيئة كون الصنوبر الوحيد بين الأشجار الذي يأخذ ثاني أوكسيد الكربون ويعطي الأوكسيجين، وهو بذلك ينقي الهواء، كما وأنه يشكل مورد رزق للدولة والبلديات ولعشرات العائلات التي تستفيد من تشحيل الصنوبر وقطاف أكوازه، ولاسيما أن « كيلو الصنوبر الأبيض، أي المقشور، يباع بأكثر من 60 الف ليرة، بعدما وصل سعره العام الماضي الى حدود 85 الف ليرة، وانخفاض سعره يعود الى غزو السوق المحلي بالصنوبر الصيني والتركي»، حسبما يؤكد امين ابراهيم، الذي يتعهد الصنوبر من الدولة والبلديات والملاكين الصغار، كونها مهنته منذ نعومة أظفاره، وهو يعرف تفاصيل أحراج الصنوبر ومشاكلها في منطقته العرقوب بخاصة وحاصبيا عامة، وما تحتاجه من عناية غابت عنها بسبب عدم الخبرة لدى بعض الملاكين وعدم الاهتمام من قبل الجهات المعنية، ولا سيما مكافحة دودة الصندل التي بدأت تضرب الصنوبر هذا العام، وهي تعشعش بشكل أساسي في أشجار الصنوبر البري ومنه تنتقل الى الصنوبر المثمر وتشكل عامل قلق لدى المزارعين في المنطقة «.

وبما أن المزارعين ينشطون في قطاف أكواز الصنوبر وجني المحصول، يلفت ابراهيم الى ان «الصنوبر فقير ولا يحتاج إلا الى القليل من العناية، وسعره مهما تراجع يبقى جيدا مقابل كلفة العناية به، ولكن أجر العامل يصل يوميا لنحو مئة الف ليرة، لما يتحمله من مخاطرة ويحتاجه من خبرة وقوة جسدية وخفة في تسلق أشجار الصنوبر وكون موسم قطاف الصنوبر يستمر من تشرين الثاني وحتى منتصف شهر آذار من كل عام، وغالبية العمال هم من السوريين«.

يضيف: «إن العمل في هذا المجال منتج جداً ويستفيد منه الجميع من دون إستثناء حتى المارة الذين يتنشقون نسيمه العليل، ولكن بات يجب على الدولة حماية السوق المحلي من الصنوبر الأجنبي الذي يمتاز عنه الصنوبر المحلي بجودة ونكهة أفضل بكثير«.

ويطالب رئيس بلدية كفرحمام علي فارس الهيئات المعنية بالحماية الإجبارية لأشجار الصنوبر والغابات التي تشكل مورداً مهماً للمنطقة، مناشداً الجهات المعنية «تشجيع هذه الزراعة والإعتناء بها ومساعدة البلديات في تشحيلها وتنظيفها وحمايتها من الحرائق وإقامة طرق زراعية داخل الأحراج تجنباً للحرائق وتسهيلاً للعمل فيها، كذلك تشجيع زراعة الأراضي البور والمشاعات بالصنوبر«. 

من جهته يناشد رئيس بلدية راشيا الفخار غطاس الغريب، وفي بلدته اكثر من عشرة آلاف شجرة صنوبر، الجهات المعنية وبخاصة وزارتي الزراعة والبيئة تشجيع هذه الزراعة والإعتناء بها ومساعدة البلديات في تشحيلها وتنظيفها وحمايتها من الحرائق وإقامة طرق زراعية داخل الأحراج تجنباً للحرائق وتسهيلاً للعمل فيها، إضافة إلى الحماية الإجبارية لأشجار الصنوبر والغابات التي تشكل مورداً مهماً جداً للبلديات لتمويل الصندوق البلدي وإيجاد فرص عمل لأبناء هذه القرى والبلدات«.

ويطالب الغريب وزارتي الزراعة والبيئة «بدعم تحريج ما تبقى من مشاعات البلديات والأراضي البور»، مذكراً بأنه «بعد الحرائق التي التهمت مناطق واسعة من أحراج لبنان في الصيف الماضي قام عدد من الجمعيات المحلية والدولية مشكوراً بالمساهمة بإستصلاح الأحراج المحروقة وغرسها بأشجار الصنوبر، لكن هذه المساهمة، على الرغم من اهميتها الا أنها لا تكفي»، متمنياً «أن تتبعها خطوات لاحقة، اكثر جدية وفاعلية.



تعليقات: