تلوث الليطاني بالرمول مستمر... و52 بلدة محرومة من المياه


مؤسف كيف تلاحق أجهزة الدولة مواطناً مخالفاً ولا تلاحق جهات مخالفة! مؤسف كيف يدفع المواطن العادي ضريبة أحكام الأجهزة الأمنية والسلطات المختصة فيما تغيب عن مجال نظرها مرافق حيوية مهمّة!... شتاء وصيف تحت سقف واحد والضحية هو أولاً وآخراً المواطن الذي لا "مظلّة" تحميه فيما مواطنون من رتبة "مدعومين" يحظون بتغطية ولا من حسيب ولا رقيب....

مناسبة هذا الكلام مسألة تلوّث مياه نهر الليطاني الذي يغذّي محطّة الطيبة بالرمول بسبب المرامل التي تنتشر قرب الليطاني مما يؤدّي الى حرمان نحو 52 بلدة في قضاءي مرجعيون وبنت جبيل من المياه بسبب عدم قدرة المضخات على العمل اذ كانت تصل نسبة العكر احياناً الى اكثر من 60% فيما قدرة المضخّات لا تتعدّى الـ15%، وبالتالي حرمان أكثر من 250 الف نسمة من المياه. منذ أكثر من ثلاثة أشهر والوضع على حاله رغم كل المراجعات التي تقوم بها جهات بلدية وسياسية واتّحادية من أجل وقف مصدر هذا التلوّث إلا أنّ المعالجات الجذرية لا تزال بعيدة المنال. ففي الأول من شهر نيسان الماضي أصدر المدّعي العام البيئي في الجنوب القاضي رهيف رمضان قراراً بوضع الأختام والشمع الأحمر على إحدى المرامل في منطقة العيشية لأنها تغسل الرمول في مياه الليطاني ما يؤدّي الى تعكير النهر وعدم قدرة مضخّات محطّة الطيبة ضخ المياه. ورغم ذلك لم تُحل المشكلة جذرياً إذ تخف نسبة الرمول في النهر ثم ترتفع بحسب نشاط مرامل أخرى تمتدّ جنوبي منطقة الدلّافة.

أخبار ذات صلة

الرمول تلوث الليطاني وتهدد 52 بلدة... وفياض يرفع الصوت

اتّحاد بلديات جبل عامل الذي يضمّ 17 بلدية يتابع هذه المسألة بجدّية تامة عبر التواصل مع كل المراجع والوزارات والإدارات المعنية بالتعاون والتنسيق مع النائب علي فياض، وعقد لقاء موسّعاً بداية الشهر الحالي بحضور فيّاض للبحث في خطّة عمل تصاعدية لوضع حدّ نهائي لهذه المشكلة خصوصاً مع بداية فصل الصيف وتزايد استهلاك المياه، فضلاً عن تقاعس بعض الوزارات عن المعالجة وتقاذف المسؤولية في ما بينها.

وأولى هذه الخطوات توجيه كتاب موقّع من رؤساء بلديات الاتحاد وموجّه الى كلّ من المدّعي العام البيئي ووزير الداخلية ووزير البيئة ووزير الطاقة ووزير الصحة بهدف إشراك هذه الوزارات المعنية بالقضية.

وفي هذا الإطار، لفت رئيس الاتحاد علي الزين الى أن الاتحاد لن يستكين الى حين إيجاد حل جذري لهذه المشكلة الصحية البيئية التي تصيب بشكل مباشر صحّة المواطن وتؤثّر في الثروة السمكية كما في القطاع السياحي والمتنزهّات المنتشرة عند ضفاف الليطاني مشيراً الى انّ زيارة ميدانية لمجرى النهر من المنبع في عين الرزقا في البقاع الغربي أظهرت أن مياه النهر صافية وصولاً الى منطقة الدلافة، الا أن العكر والرمول تغزو النهر من منطقة الدلافة مروراً بالخردلي وصولاً الى محطّة الطيبة. وذكر الزين ان هناك مسارب عدة من مرامل الى النهر مما يؤدّي الى ارتفاع نسبة الرمول فضلاً عن ان بعض هذه المرامل لا تستوفي الشروط لجهة الابتعاد عن النهر وبعضها الآخر يغسل الرمول في النهر، مشيراً الى انّ الخطوة التالية ستكون زيارة هذه الوزارات وحثّها على الاضطلاع بمهامها ومعرفة هذه المسارب ووضعها بين أيدي القوى الامنية والقضاء لمتابعتها. وأكّد الزين أن هذه المتابعة تحظى بغطاء كامل من السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري.

على صعيد آخر، تجري حالياً متابعة قضية إمكان تلوّث النهر بمياه الصرف الصحي خصوصاً من بلدة دير ميماس. وفي هذا الإطار، ذكر الزين أنّه تمّ ارسال كتاب الى مصلحة مياه لبنان الجنوبي وبلدية دير ميماس لمعالجة هذه القضية ايضاً.




تعليقات: