مثل المطر


يقال ان العطاء الحقيقي باتي من الاعماق نفسها التي تاتي من السعادة . فلا بأس ان نذكّر انفسنا بمعاني هذه الصفة التي احيها الله كثيرا واعتبرها انفاقا في سبيله وخاصة في شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران .

هناك الكثير من الاسباب والدوافع للعطاء وطرق منحه ولكن يبقى سر العطاء غائبا وان سره النبيل يكمن في القلوب لا سيما القلوب الصالحة المتخلية عن المساعي الذاتية والمنافع الشخصية حينها يكون العطاء نعمة لكل من المعطي والمتلقي يحمل معه البهجة والشعور بغنى النفس ورضاها .

الكرم ياتي من اصل التربية والاعتقاد بان لديك ما يكفي لتعطي ما تجود به نفسك.

العطاء بشتى اوصافه ماديا او معنويا او كلمة طيبة هو البركة وفيه تجدد الحياة وتدفق السعادة .

والعطاء مثل المطر الذي يغذي منابع الانهار تدفق بطيب الماء ذلك العطاء الذي يهبه الله لنا دون مقابل من ذلك نشرب وتحيى الارض . ماذا سيحدث لو توقف المطر وخفت الينابيع ؟؟؟؟.

بالتاكيد سيتوقف تدفق النهر ويتحول الى وحل ومن ثم الى ارض جرداء وهكذا هي النفس البشرية من المحتمل ان يكون لكل عطاء مردود يعتمد كليا على مدى اللطف فيه , فكلما اعطيت بلطف وكرم فانه سيعود عليك باكثر لطف وكرم .

ولنا في كتاب الله مثل عظيم يجب ان تقتدي فيه النفوس في قوله تعالى " مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم " صدق الله العظيم .

فكلما كان العطاء متجردا من المنفعة الذاية والحصول على مقابل كان مردوده اوفر واكثر بركة .

* وفاء محمد علي ابو عباس /عمان

تعليقات: