قراءة في الإنتخابات البلدية الأخيرة

الكاتب عبد الأمير علي مهنا
الكاتب عبد الأمير علي مهنا


عندما نقول المجلس البلدي , نعني المجلس الذي يخص بلدة الخيام والذي يهتم بالدرجة الأولى بالعمل الإجتماعي التنموي البيئي وتحسين الخدماتوتطوير المرافق التي تتطلب جميعها عملاً مؤسساتياً يشترك فيه الجميع بحيث يُعطى لكل خيامي حرية أبداء الرأي وحرية التعبير والإختلاف...

وعند كل استحقاق إنتخابي للمجلس البلدي يشعر المواطن الخيامي بأن حقه مصادر في الترشح والإقتراع تحت عناوين ومسميات مختلفة .هنا يُزَج العامل السياسي _ المقاوم في الموضوع الذي يختلف قليلاً عن العمل الإجتماعي التنموي البلدي.وهنا ايضاً تبدأ نزعة التزعم والأستئثاربالرأي.في هذه الإنتخابات البلدية اختُزلت الخيام بحزب الله وحركة امل وما يسمى اليسار.ونسي هؤلاء جميعاً أن قي الخيام _ ربما _ من لا يوافقهم الرأي في ميادين ذات اهتمام مشترك وأمور حياتية ذات منفعة عامة... بدأ هؤلاء المذكورونتأليف اللوئح: لا حزب الله تقدم ببرنامج عملٍ لتختاره الناس على أساسه, ولا حركة أمل صاغت مثل هذا البرنامج , ناهيك عن اليساريين ... مشاورات قليلة وتصاعد الدخان الأسود : إختلفوا. فكانت اللوائح معلًبة سلفاً للبصم والتوقيع ... بدأ التململ بين الناس .الذين ألفوا اللوائح لم يأخذوا بعين الإعتبار مواقف وآراء الأهالي من إختيار ممثليهم و إنما فرضوا الأسماء فرضاً . قدموها للخياميين على أساس أنها الأمثل وما على الناس إلا التسليم والطاعة .... صدرت نتائج , الإنتخابات . نجحت لائحة حزب الله - حركة أمل . خلاف مبطن بين أسماء أعضاء اللائحة الفائزة أنفسهم وبين أقرانهم ومناصريهم أيضاً : لماذا؛ كان هؤلاء وليس غيرهم؟! من يكون الرئيس ونائب الرئيس .الرئيس ونائبهالمتفق عليهما سلفاً بين البعض كانا في آخر أسماء المرشحين الفائزين ... هنا مشكلة .

ماذا نقول لمن فاز بالمرتبة الأولى ونال ( 3637) صوتاًبفارق (562) صوتاً عن الرئيس المنتخب ؟ ما سبب ذلك ؟ هناك تشطيب . من شطب ولماذا كان التشطيب ؟ طبعاً أعضاء الحزب و أعضاء الحركة المتفقون سلفاًوالمناصرون لهما يعرفون ذلك وكذلك الناس ,كل الناس , والكل لا يجهر بالحقيقة مخافة الوفاق والتوافق الوطني المقدّس ...

اليساريون تقوم قائمتُهم.هاجوا , غضبوا , رسائل مشفرة : «يمارسون سلطة الفراعنة ..هناك ترغيب وترهيب . هناك رشىً»إلى آخر المعزوفة من أحاديث جارحة ضد كيفية تأليف اللائحة الفائزة وضد المشتركين الأساسيين في تركيبتها...إذاً إلى الآن ظهر خلاف مستتر مبطّن بين أعضاءٍ حزبين في هذه اللائحة وغير اللائحة وظهر انتقاد ظاهر من أعضاء اللائحة المنافسة على مجمل الفائزين ومن يدور في فلكهم .

هذا باختصار شديد ماجرى في أثناء معركة الإنتخابات البلدية .

والسؤال : هل كان هناك خطأ في تركيب اللائحة الفائزة ؟ طبعاً .

لماذا ؟ قبل الجواب , تابعوا رأيي : في الظروف الأمنية التي نعيشها اليوم , يجب أن نعلم أن هناك اتفاقاً وخطة مدبّرة بين إسرائيل وأمريكا وبعض الدول العربية على إنهاء حزب الله من الوجود لإراحة الكيان الصهيوني .

تبدأ الخطة :

1- تشويه سمعة حزب الله . والبداية إقترحوها أن تكون من أعلى القمة . من الرمزمن سماحة السيد...من يجرؤ على تشويه سمعته ؟كل الناس تعرف أن سيايياً لبنانياً هو الذي بدأ بذلك في أجواء مريحة للمقاومة كان من غير المناسب فيها أن يُرمى السيد بطبق ورد . بدأ هذا السياسي يعترض. تطور الإعتراض إلى الإهانة بالغمز واللمز . تطورت إلى الإنتقاد الجارح ثم إلى ما يشبه الشتم . أسس هذا السياسي جيلاً من الشتّامين المنافقين الأنذال الساقطين النفعيين بالتطاول على رمز المقاومة .

2- هذه الخطة الجهنمية إتهمت الحزب بتفجير المارينز .

3- إتهمت عناصر من الحزب باغتيال الحريري .

4- وجدت هذه الخطة أن أسهل الطرق لإنهاء الحزب أبتداع الخلاف السني الشيعي .

5- أوجدت التكفيرين المجرمين من داعش وأضرابهم ووضعتهم مقابل الحزب .

6- ابتدأت اليوم بمحاولة ضرب الحزب من الداخل . كيف ؟ أسباب تجعل بعض عناصر الحزب تختلف بعضها مع بعض في مناسبات كثيرة .

هنا بيت القصيد في ما أرمي اليه الآن , إذ لاحظت هذا الإختلاف في هذه الإنتخابات وكنت حذرت سابقاً من أخطاء أثناء تدمير الخيام وإعادة بنائها في أبيات ثلاثة من الشعر أصبحت مضرب المثل عند اشتداد الخطر وعدم تدارك الأمور :

أرى خَلَلَ الرماد وميضَ نارٍ .. .. وأخشى أن يكونَ لها ضٍرامُ

أقول من التعجب ليت شعري .. .. أأيقاضٌ أميّة أم نيامُ

فإن كانوا لحينهمُ نياماً .. .. فقُل قوموا فقد حان القيامُ

قالها نصر بن سيار عندما كتب سنة 745 م إلى مروان وهو في الشام منذراً ومحذراً من التباطؤ في نجدته حين قويت الدعوة العباسية . وعودٌ على بدء : لماذا كان الخطأ في تركيب اللائحة الفائزة ؟ الجواب : منافع شخصية ... هل كان من الضروري استبعاد عناصر يسارية من اللائحة :كلاّ . شئنا أم أبينا اليسار في الخيام له حيثية بغض النظر عن سعيه هو الآخر لمنافع شخصيه كلما سنحت له الفرصة ...

هل كان من الضروري أستبعاد العنصر النسائي من اللائحة ؟ كلا . النساء . الفتيات . الصبايا العاملات لهن حيثيه في الخيام فلماذا نكران ذلك ؟...

هل كان من الصعوبة التفتيش عن عناصر مستقلة غير حزبية للتعاون معها وإدخالها في اللائحة؟ كلا.إذا كان المطلوب تدارك هذه الأخطاء والإنتباه لعدم الوقوع في الفخ الإسرائيلي الأمريكي في خطته المختصرة المؤلفة من البنود الستة الآنفة الذكر .

أخيراً وليس آخراً , حذارِ من الإستقواء بالتنظيم والحركة , وحذارِ من الخوف ممن يلاحظ وينتقد ويريد الإصلاح للجميع .

أعاننا الله لنكون في الخيام يداً واحدة وأن لا ننسى خلاصة إستنتاجات القادة العسكريين الإسرائليين بعد حرب تموز حين قالوا : « إن ما لم يتحقق بالقوة في هذه الحرب يمكن أن يتحقق مستقبلاً بمزيد من إستخدام القوة .»

-------- ------------ ------------

موقع خيام دوت كوم يرحب بكافة الكتابات والآراء والإعلانات والصور، ضمن حدود اللياقة والإحترام، ليبقى منبراً حراً للجميع وجسر تواصل بين أبناء المنطقة، خدمة للجميع.

للتواصل معنا، عبر بريدنا الألكتروني: info@khiyam.com

تعليقات: