تسابق حاصباني على أصوات الإرسلانيين


«ع المنخار» في كفرشوبا وشبعا

تخلت حاصبيا مكرهة عن الغطاء الجنبلاطي ـ الإرسلاني الذي كان حتى الأمس القريب يظللها، لتتجه الى مرحلة جديدة من المناكفة السياسية التي كان يحاول الطرفان تجنبها، من خلال لقاءات دورية وتنسيق مشترك. وبعكس التزكية التي نجحت في قرى الدلافة والفرديس والخلوات، دخلت حاصبيا وقراها الدرزية في تنافس انتخابي حاد، بعدما انهار التوافق عشية استحقاق الأمس مع سحب الحزب الديموقراطي اللبناني والحزب السوري القومي مرشحيهم.

وعليه، رسا مشهد الأمس التنافسي بين لائحة شكلها الحزب التقدمي الاشتراكي، بالتنسيق مع النائب أنور الخليل، في مواجهة لائحة غير مكتملة ضمت عددا من المستقلين تلقت جرعة إنعاش ملحوظة مع انسحاب المرشحين الإرسلانيين والقوميين، وهو ما صب العديد من أصوات ناخبيهم لصالح اللائحة المستقلة.

شهدت مراكز الاقتراع في حاصبيا، ومنذ الصباح الباكر، زحمة كبيرة لناخبين من مختلف الاعمار، فيما برز تركيز الاشتراكي على الناخب المسيحي، بعدما رشّح على لائحته ثلاثة مسيحيين، هم فارس زنقول وجوريس زيو وعازار متري، إضافة الى مرشح سني، هو يوسف ابو صالح المحسوب على تيار المستقبل. وتولت عشرات السيارات نقل اعداد لا يستهان بها من المسيحيين الذين يعيشون في العديد من المناطق اللبنانية، خاصة من بيروت، والذين اسقط معظمهم لائحة الإشتراكي بالكامل من دون أي تشطيب.

نسبة الاقتراع في حاصبيا ارتفعت الى درجة التي عوّل عليها الحزب الاشتراكي للفوز. وبدا الإشتراكيون مرتاحين لما يرمى في الصناديق.

وكما في حاصبيا شهدت قرى الكفير، وعين قنيا وشويا معارك حامية، بين لوائح مدعومة من الاشتراكي وأخرى من الحزبين القومي والديموقراطي، من دون اغفال الدور الفاعل للعائلات التي انقسمت بدورها، ليختلط الحابل بالنابل ما بين حزبي وعائلي ومستقل.

وصعوداً، ارتفعت حرارة المواجهة في كفرشوبا الصامدة على الخط النار مع العدو الإسرائيلي الذي يرابض على تلالها المحتلة. وسعى القيمون على لائحتين، واحدة حملت شعار «قرار البلدة يجب ان يبقى في البلدة»، وتبنّته لائحة برئاسة الدكتور قاسم القادري، وبين أخرى رفعت شعار «تسلح بقوة كفرشوبا من قوة مقاومتها وصمود اهلها»، وترأسها عزات القادري مدعومة من الحزب القومي وسرايا المقاومة. وبالرغم من التشنج في البلدة، إلا أن مشهد كفرشوبا حافظ على تماسك القطبين الرئيسين، وكانت صورة واضحة لافتة جمعت بين رئيسي اللائحتين، وسط تصفيق مناصريهما، مما أضفى على المنافسة روحاً رياضية وديموقراطية بامتياز.

وشدد المرشحان القادري، المتنافسان داخل العائلة الواحدة، على تجاوز كل المعوقات لصالح الهم الجامع المتمثل بإنماء كفرشوبا وتعويضها كل ما تستحق وما فاتها من حرمان، وتجاهل الدولة لمطالبها المزمنة، لتبقى العين متجهة ابدا الى تلالها المحتلة.

من كفرشوبا إلى شبعا، بدت قوة المعركة الانتخابية وزخمها واضحة في شوارع البلدة وأزقتها الضيقة. سخونة المعركة تعكسها اللافتات وصور المرشحين والشعارات التي ارتفعت فوق شرفاتها وعلى أعمدتها وعند مداخلها وفي وسطها، ناهيك عن إزدحام السير الذي فاض على طرقاتها المعروفة بضيقها وغياب التخطيط المدني وتنظيمه منها.

هناك غصت مراكز الاقتراع بالناخبين الذين احتشدو في صفوف طويلة تحت أشعة الشمس، ينتظرون دورهم للادلاء بأصواتهم للّائحتين المتنافستين، واحدة برئاسة الرئيس الحالي محمد صعب الذي نسج تحالفا واضحا مع بعض العائلات والتيارات السياسية، وتربطه معهم علاقات جيدة، بعد طلاقه الواضح مع حليف الامس، الجماعة الاسلامية.

الجماعة نفسها شكلت العماد الاول للّائحة المنافسة التي ضمت أيضا بعض العائلات الشبعاوية، برئاسة مداورة بين محمد فرحات والعميد المتقاعد عدنان الخطيب. واعتبر النائب قاسم هاشم، بعد الادلاء بصوته، المعركة في شبعا عائلية بامتياز، مؤكداً وقوفه على مسافة واحدة من كلا الطرفين، مع ترك الخيار للناخبين ليقترعوا لمن يرونه مناسبا.

وفي شبعا تم استقدام ناخبين من دول الخليج، وخاصة الكويت ودبي، ويتجاوز عددهم الـ500 ناخب.



تعليقات: