القائد العام الـ14 الجديد لقوات اليونيفيل في لبنان

روميرو والقائد السابق لليونيفيل الجنرال باولو سيرا - صورة مايا العشي – مرجعيون
روميرو والقائد السابق لليونيفيل الجنرال باولو سيرا - صورة مايا العشي – مرجعيون


مرجعيون/

يتّجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في شهر حزيران المقبل، إلى تعيين قائدٍ جديد لقوات حفظ السلام الدولية في الجنوب "اليونيفيل" المعزّزة، خلفاً للقائد الحالي الميجور جنرال الإيطالي لوتشيانو بورتولانو، الذي سيعيّن في منصب جديد في الأمم المتحدة.

ويتوقع وفق معلومات شبه مؤكدة، أن القائد الـ14 لـ"اليونيفيل" سيكون الميجور جنرال الإسباني مانويل روميرو كاريل، الذي يتسلّم مهامه في 24 تموز المقبل، وقد أبلغ مسؤول رفيع في قوات "اليونيفيل" إلى "الجمهورية" أنّ إسبانيا طرحت إسم روميرو قبل شهرين على الأمم المتحدة ودول القرار لملء هذا المنصب، كما طرحت السفيرة الأسبانية ميلاغروس هيرناندو إيتشيفاريا على وزير الدفاع الوطني سمير مقبل قبل يومين، دعم وصول روميرو الذي شغل لمدة ستة أشهر، منصب قائد القطاع الشرقي لليونيفيل، (لواء الخيالة كاستياهوس- ليبري هيدالغو ١٧، ومقرهم في مدينة سرقسطة بإسبانيا)، وذلك بين العشرين من أيار 2012، وحتى العشرين من تشرين الثاني من نفس العام، بديلاً ليحلّ مكان الجنرال بورتولانو، على غرار تبوء الجنرال الأسباني البرتو آسارتا كويفاس قيادة "اليونيفيل" بتاريخ 28 كانون الثاني 2010، خلفاً للجنرال الإيطالي كلاوديو غراتسيانو، الذي أصبح قائداً للجيش الإيطالي، بعد أقل من سنة على مغادرته لبنان، حيث كان قد شغل لمدة عامين ونصف عام منصب القائد العام لقوات "اليونيفيل" خلفاً للجنرال الفرنسي الآن بليغريني، آخر عسكري فرنسي يقود "اليونيفيل" بين الأعوام 2004 و2007، وشهد عهده حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله، التي استمرت 33 يوماً، وانتهت بصدور القرار رقم 1701 الذي أنهى الأعمال العدائية، وقضى بتعزيز القوة الدولية الموجودة في الجنوب منذ عام 1978، مما رفع عددها إلى 12 ألف جندي من 40 دولة.

ومن حيث المبدأ كان من المنتظر أن يخلف جنرال فرنسي، الجنرال الإسباني البرتو آسارتا الذي شغل المنصب لمدة عامين، وكانت تنتظرآسارتا مهمة جديدة في بلاده في مطلع العام 2012، وهي قيادة وحدة الطوارئ لكن شيئا من هذا لم يحصل.

ويبدو أنّ الفرنسيين عازفون عن قيادة "اليونيفيل"، حتى من دون مجرّد الإشارة إلى ذلك، لأنّ هذه القوات لم تعد قادرة على تنفيذ مهمتها التي انتدبتها من أجلها الأمم المتحدة عام 2006، بسبب تقلّص حرية الحركة، والإشكالات التي حصلت مع دورياتها في قرى الجنوب، وتحوّل وحدتها إلى قوّة إحتياط قائد "اليونيفيل" ومقرّها في دير كيفا، هذا فضلاً عن انشغال فرنسا بالتصدي للإرهاب التكفيري المتفشي في مجمل بلاد الغرب، والذي ضرب أخيراً في عمق أوروبا.

تخلّي باريس عن منصب قيادة قوات "اليونيفيل" في الجنوب، الذي يُفترض أن يعود إليها بحسب قاعدة المداورة بين الدول الأوروبية الثلاث، الأوسع حضوراً وعدداً في "اليونيفيل"، وذلك قبل خفض عديد وحداتها: إيطاليا (1070 عنصراً)، فرنسا (827 عنصراً)، وإسبانيا (609 عناصر)، دفع أسبانيا ودولاً أوروبية أخرى تعدّ مساهمتها محدودة نسبياً، مثل إيرلندا (194 عنصراً) وفنلندا (299عنصراً)، إلى ترشيح ضباط كبار برتبة عميد (ميجور جنرال) لقيادة "اليونيفيل".

ويأتي في طليعة المشاركين في عداد "اليونيفيل" إندونيسيا مع أكبر قوة 1296 عنصراً، تليها إيطاليا 1070 عنصراً، ثم الهند 898 عنصراً، ونيبال 870عنصراً، وغانا 870 عنصراً، (وكان الجنرال الغاني إيمانويل إرسكين أول قائد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب منذ انتدابها، ما بين 19 آذار 1978 – 1981)، وماليزيا 829 عنصراً، وتأتي بعدها كلّ من فرنسا 827 عنصراً واسبانيا 609 عناصر.

وإندونيسيا التي تشكل أكبر قوة في "اليونيفيل"، قد يحقّ لها أكثر من غيرها من حيث العديد قيادة المهمة، فيما تشكل كلّ من بلجيكا وكرواتيا ومقدونيا أصغر دول مساهمة في البعثة بعنصر واحد لكلّ منها، علماً أنّ عدد الدول التي تشارك في قوام "اليونيفيل" تبلغ 39 دولة، بما مجموعه 10463 جندياً لحفظ السلام موزعين في القطاعين الشرقي والغربي من المنطقة الحدودية، وفي مقرّ عام قيادة "اليونيفيل" في الناقورة.

وفي وقتٍ لم تُعلن إيطاليا أي موقف رسمي من الموضوع، وقد تسلمت قيادة القوة الدولية في الجنوب لثلاث مرات متعاقبة نوعاً ما، إذ خلف الجنرال الحالي لوتشيانو بورتولانو، الإيطالي الثالث، القائد السابق الجنرال الإيطالي الثاني باولو سيرا. وهو بذلك، يخلف إيطاليا آخر، الجنرال كلاوديو غراتسيانو الذي احتل المنصب نفسه لثلاثة أعوام قبل أن يغادر لبنان في شباط 2010، واتسمت ولايته التي بدأت في 17 شباط 2007، أي بعد ستة أشهر من حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله، بالهدوء النسبي، وذلك بعد أن عززت الأمم المتحدة قوة "اليونيفيل" التي انشئت في 1978لمراقبة الوضع في جنوب لبنان، بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 1701 الصادر في 11 آب 2006، والذي عهد لقوة اليونيفيل المعززة ترسيخ الهدنة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بدعم من الجيش اللبناني.

وكما يبدو المشهد، فإن إيطاليا ستسلم قيادة "اليونيفيل" لأسبانيا، حيث من المتوقع أن تحتفل قيادة "اليونيفيل" عصر يوم 24 تموز المقبل في مقرها العام في الناقورة، بنقل السلطة من القائد العام ورئيس البعثة الجنرال الإيطالي لوتشيانو بورتولانو، الى خلفه الجنرال الأسباني إيمانويل روميرو كاريل. مع الإشارة، إلى أن الجنرال روميرو كان في عداد الوفد العسكري الأسباني الرفيع، الذي تفقد الكتيبة الأسبانية العاملة ضمن "اليونيفيل" في منطقة القطاع الشرقي، في عهد القائد السابق البريغادير جنرال خوسيه كوندي نهار الأربعاء 15 تموز 2015، وضم الوفد رئيس أركان الجيش الإسباني الأميرال فرناندو غارسيا سانشيز، الأميرال تيودورو لوبيز كالديرون (قائد العمليات العسكرية)، الجنرال خوان أنطونيو مولينر غونزاليس، الجنرال فرانسيسكو خوسيه غان بامبولس، الجنرال مانويل روميرو كاريل، الجنرال لويس أنطونيو رويث نوغال، الجنرال فيليكس خيسوس بلاثكيس غونزاليس، الأميرال أنطونيو مارتوريل لاكابي.

يُذكر أنّ ضباطاً من جنسيات مختلفة، تعاقبوا على قيادة "اليونيفيل" منذ إنتدابها بموجب القرار 425 عام 1978، كالآتي: الجنرال ايمانويل إرسكين (غانا)، الجنرال وليم كالاهان (ايرلندا)، الجنرال غوستاف هوغلند (فنلندا)، الجنرال لارس اريك فالغرين (أسوج)، الجنرال تروند فور هوفداي (نروج)، الجنرال ستانيسلاف فوزنياك (بولونيا)، الجنرال جيوجي كونروتي (فيجي)، الجنرال لا لييت موهان تيواري (الهند)، الجنرال آلان بلليغريني (فرنسا)، الجنرال كلاوديو غراتسيانو (إيطاليا)، الجنرال البرتو آسارتا كويفاس (إسبانيا)، الجنرال باولو سيرَا (إيطاليا)، والجنرال لوتشيانو بورتولانو (إيطاليا).

* مايا العشي (الأربعاء 30/03/2016)

القائد العتيد لليونيفيل الميجور جنرال إيمانويل روميرو كاريل - صورة مايا العشي – مرجعيون
القائد العتيد لليونيفيل الميجور جنرال إيمانويل روميرو كاريل - صورة مايا العشي – مرجعيون


وبرفقة السفيرة الأسبانية وضباط القيادة والإعلامية مايا العشي إلى مقصف الضباط - صورة مايا العشي - مرجعيون
وبرفقة السفيرة الأسبانية وضباط القيادة والإعلامية مايا العشي إلى مقصف الضباط - صورة مايا العشي - مرجعيون


تعليقات: