الحياة لا تستحق منَّا الحزن‎


لا تحزن.. لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا

الحزن سمة من سمات الانسان قد يأتي الحزن بموت انسان غالي على قلبك وفي هذه الحالة يكون الحزن في اقصى مراحله الصعبة او بسبب الفقر او الغدر والخيانة والفراق والجرح وما الى ذلك.

اما الحزن المذموم هو الذي نراه على وجوه الكثير من الناس دون اسباب توجب ذلك، الا انهم غارقون تحت تأثير الضغط النفسي الذي اصبح شبحاً يخيم على الكثير منا بسبب الخوف من المستقبل المجهول الذي يحول مشاعر المرء الى حالة من القلق وكذلك ينتقل الحزن بين الناس وينتشر بالعدوى.

عن رسول الله(ص) : ان القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد.. فعليكم بجلاؤها بذكر الموت وقراءة القران.

وعنه ايضاً(ص) : روحوا القلوب ساعة بعد ساعة.

فمثلاً:

وكما اننا نعمل على تغذية اجسامنا بالطعام والشراب علينا ان نعمل على تغذية عقولنا وارواحنا بالايمان والعلم والمعرفة وشحنها بالطاقة الإيجابية التي تحمي المرء وتقوي جهاز المناعة الفكري والمعرفي لديه بحيث تحصنه من السقوط امام التحديات.

عندما نبتعد عن الله وعن الإيمان ولا نتحلى بالقناعة والرضا عندئذ لن نعرف معنى السعادة ولن نصل الى الراحة والطمأنينة التي نرجو بل سوف نبقى نركض ونركض والطريق أمامنا يطول ويطول دون الوصول .

اذا عرفنا ان الرزق مقدَّر ومعلوم وان كل شئ بيد الله لا ينبغي لنا ان نكدر حياتنا بالغضب والقلق والخوف لعدم تحقيق رغباتنا .

كما في قوله تعالى:

{ وَعسَى أن تَكرَهُوا شَيْئًا وَهُو خيرٌ لَكُمْ وعَسى أن تُحبُّوا شَيْئًا وهُو شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعلمُ وأَنتُم لا تَعْلَمُونَ }

أحياناً تقسو الحياة على ابناءها لتربيتهم وتعليمهم لترقق مشاعرهم كما تقسو الام في تربية ابناءها لتعليمهم.

القليل منا يرضون بما قسم الله لهم من رزق او صحة او جاه او جمال بل اكثرهم يتأفف ويشكو ولا ينظر الى ما انعم الله عليه من نعم بل ينظر الى ما انعم الله به على غيره ، لذلك نجد معظم الناس في هذا الزمن يعيشون تحت تأثير الهواجس والاوهام التي هي من نسج الخيال .

عندما تلتقي بشخص ما في الشارع ما ان تبدأ بالسلام عليه حتى يبدأ بسرد معاناته ويتأوه من الحياة ومتاعبها ويأتي بأرتال من الهموم يضعها تحت المجهر المكبر ، وكأن الدنيا اغلقت جميع ابوابها امامه فيستسلم للوهم والسراب والحزن.

الحزن يهدد حياتنا..لماذا لا نبعده عنا بشرح الصدور والايمان والرضا والمعرفة طالما اننا لن نصل الى اكثر مما قسم الله لنا.

بعض الآيات القرآنية التي تنهي عن الحزن:

( فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

( ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى )

اما الحزن المحمود هو الذي يحفز ويؤجج المشاعر لدى المرء ويصقلها بالتفكر والابداع والإحساس بمواساة الاخرين بالمشاعر الرقيقة والمرهفة.

علينا ان نتخلص من الأفكار السلبية والسامة التي هي من صنع افكارنا وخصوصا انها ليست من الواقع بشئ ونزرع البسمة على وجوهنا ووجوه ابنائنا.

ابتسم تبتسم لك الدنيا

* مع تحيات نوال عواضة

تعليقات: