الخيام وحقبة الذل والعدوان‎

سهيل علي غصن: في ليلة إثنين مرة وافانا القصف على غرة
سهيل علي غصن: في ليلة إثنين مرة وافانا القصف على غرة


في ليلة إثنين مرة

وافانا القصف على غرة

انطلقت حشوات المدفع

لتدنس خيامنا الحرة...

(2 )

فأفقنا كلنا مذعورين

وصاح الوالد المسكين

إلى الأرضية يااحمد

هيا قومي يبنتي حنة

هل تسمعني يا عباس

إن القصف عنيف قاس

والبلدة من حكم مجرم

أمست اطلالا منهارة ...

(3 )

وهنالك في ركن مظلم

وخلال القصف المستفحم

وقفت امي وتلاها ابي

حين ترامى صوت يصرخ

يصرخ من ألم لاشك

يؤلمه سوط الإرهاب....

(4 )

سمعت الصوت المستنجد

سمعت صوت أم خليل

ينادي إلي أبا أحمد. ...

(5 )

ترجل الوالد كي يذهب

لكني صرخت انا الذاهب

انت الوالد لاتتركهم

وانا الولد موتي أرخص. ..

(6 )

لكن الحب عمى

قلب الأبوين عن الواجب

لا...لا تذهب ولدي أحمد

لكن الصوت يعذبني

صوت المظلوم يؤنبني ....

(7 )

تركت الأهل بعد صراع

وسرت لأنقذ الجارة

عبرت زاروبنا المرة

فسبقتني إليها قنبلة

فأصابتني منها شظية. ...

(8 )

صرخت من الألم البارح

ولعنت القصف والجارح

جرحتي أيد همجية

لكني واصلت طريقي

أجر رجلي المدمية

(9)

وصلت إلى بيت الجارة

وسألت نفسي المحتارة

ترى هل هي حية؟

دققت على الباب الموصد

لكن أحدا لم يسمع

خلعت الباب علي أرى

وليت الباب ليت الباب

لم يخلع

جثتها ملقاة تنزف

ملقاة لاتبدي حركة

زجاج في الأرض مكسر

وثياب لونها الأحمر

ونجيع الجارة كالأنهر. ..

(10)

صرخت بصوتي المخنوق

ها قد جئتك أم خليل

لكن أحدا لم يسمع....

ماتت تلك الجارة

لا ذنب لديها قد يذكر

لا ذنب سوى ذاك المخبأ

لا ذنب سوى ذاك الملجأ....

(11 )

حملت الجرح في قلبي

وحملت الجرح في رجلي

وعدت موافيا أهلي. ..

(12)

عبرت زاروبنا المرة

وياليتني قد مت

قبل عبوره المرة

رأيت حطام منزلنا

تحطم فوق أرضية. ..

(13 )

صرخت وندهت كالمجنون

صرخت بصوتي المخنوق

ها قد وافيتك يا ابتاه

ها قد جئتك يا أماه

هل تسمعني يا عباس

إن القصف عنيف قاص. .

لكن أحدا لم يسمع...

(14 )

يا حادي ألعيس مالي في الحياة أحدا

يا حادي العيش كيف العيش منفردا

ركعت أمام الارضية

وأمام القبر اقسمت

ساثأر للذي صمد

وسأحيا ثائر ابدا......

انتهت.. ...




تعليقات: