هذا هو لبناننا!!

			 أحمد حسّان: أن تحارب الدولة عمالها وموظفيها وأساتذتها.. فهذا يعني أننا في دولة فاشلة
أحمد حسّان: أن تحارب الدولة عمالها وموظفيها وأساتذتها.. فهذا يعني أننا في دولة فاشلة


أن تبقى سدّة الرئاسة الأولى شاغرة لأكثر من سنة ونصف في جمهورية ديمقراطية برلمانية، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن يمدد أعضاء مجلس النواب لأنفسهم لولاية نيابية جديدة، ولا يجتمع المجلس في جلسة تشريعية واحدة لأكثر من سنة ونصف، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن يقتصر عمل الحكومة على تصريف الأعمال بأضيق صوره، وفي جلسات متباعدة تسودها الفوضى الإدارية والقانونية، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تحكم الطوائف والمذاهب والفئات بحسب قوانينها وأعرافها ومبادئها، على حساب الدستور والقانون والانظمة، وتبني لنفسها المدارس والجامعات والمؤسسات والمحاكم والمدافن والمصارف والميليشيات المسلحة، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تسود شريعة الغاب في الإدارات والمؤسسات العامة للدولة وينخر الفساد والرشاوي في أجهزتها دون حسيب أو رقيب، وتتحول مصدراً للنهب والسرقات وممارسة النفوذ، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن يقتصر عمل أجهزة الرقابة الإدارية والدستورية، من المجلس الدستوري والتفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية وديوان المحاسبة، على إصدار التقارير السنوية الرسمية الفارغة من محتواها الحقيقي، ولا تعكس واقع التشريع والإدارة على حقيقته، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تتكدس آلاف الدعاوي في أدراج المحاكم المختلفة، دون إصدار الأحكام اللازمة في شأنها، والبت في إعطاء الحقوق لأصحابها ضمن معايير قانونية وموحدة، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تعجز الدولة عن تأمين الخدمات والإحتياجات الضرورية لمواطنيها من أمن وأمان وطبابة وتعليم وماء وكهرباء ونقل مشترك وسكن وخدمات، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تتجاوز البطالة في اليد العاملة اللبنانية المقيمة في البلاد إلى أكثر من 30 %، وأن تجتاح اليد العاملة الأجنبية سوق العمل في كافة الميادين والمهن والمرافق الإقتصادية دون حسيب أو رقيب، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تغرق طرقات العاصمة والضواحي بمياه الأمطار عند كل هطول للمطر، وتتكدس سيارات المواطنين على الطرقات العامة لساعات طويلة، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تفشل الدولة في السيطرة على حدودها البريّة والبحريّة والجويّة وتترك حدودها مستباحة أمام كل طارىء وطامع، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تعجز الدولة عن إستغلال مواردها الطبيعية واستخراج نفطها وغازها من بحرها وتتركه فريسة سهلة لأطماع الدول المجاورة، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تتجاوز المديونية العامة للدولة قدرتها على سداد فوائد خدمة الدين العام، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تغمر النفايات الشوارع والأحياء في المدن والقرى، وتعجز الدولة عن إيجاد الحلول الجذرية لها، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تبلغ أرباح المصارف الخاصة مئات ملايين الدولارات في دولة تعاني من غياب الإقتصاد الحقيقي في الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تكون السلعة الوحيدة التي نصدرها إلى الخارج بنجاح هي أبناء هذا البلد وخريجيه وأصحاب الخبرة والكفاءة والعلم والمعرفة من شبابه، فهذا يعني أننا دولة فاشلة.

أن تحارب الدولة عمالها وموظفيها وأساتذتها ونقاباتهم وروابطهم وجمعياتهم، وتتركهم عراة في الشارع أمام الغلاء والإحتكار والفساد والإستغلال البشع، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن لا تحترم الدولة الحقوق والمساواة لمواطنيها، ولا تستمع إلى أصواتهم، وتسكت عن هدر كراماتهم والتعدي على حرياتهم وحقوقهم، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن يترك الفضاء مستباحاً للإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، وأن تغيب الرقابة القانونية والموضوعية التي تحمي عقل المواطن وروحه ومبادئه وأخلاقه وتراثه وتاريخه وحرمة عائلته، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن تكون دولة ناجحة بأفرادها وفاشلة بمجتمعها، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

أن يتقدم عشرات آلاف الشباب من حاملي الإجازات والشهادات العليا لملء الشواغر في وظائف الدولة الإدارية والعسكرية والأمنية ، والتي لا تتطلب لشغلها أكثر من شهادة المتوسطة الرسمية، فهذا يعني أننا في دولة فاشلة.

إن توفر سبب واحد من كل هذه الأسباب يجعل من الدولة فاشلة، بحسب المعايير الدولية في تعريف الدولة الفاشلة، فكيف إذا إجتمعت كل هذه الأسباب، وغيرها الكثير من الأسباب التي نعجز عن تعدادها، في دولة لا تتعدى مساحتها الجغرافية مساحة محافظة في دولة متوسطة الحجم الجغرافي؟ فهل هذا يعني في شيء؟!...

لكن، هذا هو لبنان، وهذه هي فرادته وتميزه التي تجعله خارج إي منطق أو عقال، وقد يكون هذا هو سبب تعلقنا به وتمسكنا بترابه...وقد يكون هذا هو سبب جنوننا!!

كل سنة ولبنان وأهله بألف خير...

* أحمد حسّان

21/12/2015

تعليقات: