انتخابات في جديدة مرجعيون... من دون ضغوط وتدخلات


التدرّب على المواطنية وممارسة الديموقراطية هو أحد أركان المفاهيم التربوية والأخلاقية التي تركّز عليها ثانوية راهبات القلبين الاقدسين في جديدة مرجعيون في مناهجها التعليمية لتلامذتها في مختلف المراحل والصفوف

.

لا شكّ أنّ الترشّح للانتخابات وتحمّل المسؤولية والمشاركة في عملية الاقتراع تدخل في صلب هذه المفاهيم لتنشئة جيل مشبّع بالمواطنية علّه يكون قادرا لاحقا على صنع التغيير وتصويب مسار الحياة السياسية في وطن أفسدته أجيال الحرب وزعماء الطوائف. من هنا انطلقت الفكرة، وكانت اولى خطواتها النظرية لقاء مع المحامي مالك راشد لشرح مبدأ الانتخابات والقوانين ومفاهيم الديموقراطية وحقوق الفرد وواجباته وكيفية الالتزام بالنزاهة والاختيار والاقتراع بموضوعية بهدف تهيئة التلامذة للعملية الانتخابية لاختيار ممثّلي الصف. أمر قد يبدو خاصا بمدرسة معيّنة في أي منطقة، الا أنّ أجواء التحضير للانتخابات وما رافقها يستحّق التوقّف عنده لجهة الحملات الانتخابية التي نظّمها التلامذة والشعارات المرافقة ويوم الانتخاب الذي راعى كل المعايير المطلوبة لجهة البطاقة الانتخابية التي تحمل صورة كل تلميذ ويتم ثقبها بعد عملية الاقتراع والستار الذي يمنح المواطن حقّه في الاختيار دون اي ضغوط او "تدخّلات خارجية" وتوزيع المقترعين على قلمي الذكور والاناث والرقابة وغيرها من الأمور الأساسية.

"بإيدك القرار فقوم بالخيار الصحيح" وغيرها من الشعارات التي توجّهت الى تلامذة المرحلتين المتوسّطة والثانوية، فيما شهد قسم الابتدائي حملات "إعلانية" عرض فيها الأطفال في بشكل عفوي برامجهم الانتخابية التي تراوحت بين تنظيم رحلات ونشاطات ترفيهية ورياضية وتمثيل الصف خير تمثيل عبر التعبير عن حاجات التلامذة وترتيب الصف ليكون الأفضل، مرفقة بصور لهم تظهر براءتهم وطفولتهم حتى بطريق التعبير والكتابة باللغة الفرنسية. عبّر كل تلميذ عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة لجذب اصوات زملائه. تنافسوا برقي رغم صغر سنّهم، زيّنوا اعلاناتهم التي خطّوها بأيديهم الصغيرة بالورود والفراشات والالوان التي تحمل الأمل والفرح، رغم ان الحقيقة والواقع الحالي عكس ذلك تماما، لكن من الضروري ان نُبقي مساحة الأمل هذه امام اجيال يُعوّل عليها لتغيير الصورة الواقع الذي سئم منه الكثيرون.

مديرة الثانوية الاخت لبيبة مبارك شدّدت على أهمية هذه التجربة التي تفسح المجال امام التلامذة للمشاركة ولو بانتخاب مندوب الصف لأنّ الأمثلة الحقيقية امامهم لا تبشّر بالخير، فربّما مشاركتهم السنوية في هذا الاستحقاق يزرع في نفوسهم الوعي والقدرة على التغيير في المستقبل.



تعليقات: