جمعية اغضان تضع اشجار زيتون دير ميماس المعمرة على الخريطة السياحية البيئية في لبنان


دير ميماس-

وفد هندسي زراعي من جامعات مدريد " اسبانيا" يحدد اعمار الزيتون في البلدة

ارتبط اسم ديرميماس طويلا بشجرة الزيتون التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من ألف وخمسمائة عام، تتوزع في محلّة الخلّة. تحوطها نحو 130 ألف شجرة زيتون فتضفي على طبيعتها رونقاً قلّ نظيره، وتنتج نحو 200 ألف ليتر من الزيت الصافي الذي يُعتبر من أجود أنواع زيت الزيتون في لبنان اذ يمتاز بانعدام نسبة الحموضة فيه لأنّه يُقطف باكرأ.

وفي هذا السياق وايمانا وتعلقا بأهمية هذه الشجرة المثمرة التي عانقها اكثر من خمس عشر جيلاً، تعمل جمعية اغصان – ديرميماس بشكل مستمر على معرفة العمر الحقيقي لهذه الاشجار بهدف وضعها على الخريطة السياحية والبيئية والثقافية في لبنان والعالم، وانسجاما مع الاهداف البيئية للجمعية، استقدم رئيسها د.كامل مرقص وبالتعاون مع قائد القطاع الشرقي في قوات اليونيفيل الجنرال خوسية كوندي، البروفسور الاسباني انطونيو بريتو وهو مهندس في جامعات مدريد في اسبانيا ومساعدته استر غارديسيا، إلى البلدة، بهدف تحديد اعمار خمس شجرات زيتون معمرة في دير ميماس وشجرة سنديان واحدة وهم من اقدم الشجرات في لبنان ومن اجل وضعها على الخريطة السياحية ــــ البيئية في لبنان.

وقد باشر الفريق الذي رافقه عدد من ضباط الكتيبة الاسبانية، بدراسة واقع الاشجار الذي سوف يستغرق اسبوعا واحدا ويوما كاملا في كل شجرة، مستخدما آلات زراعية حديثة لقياس قطر الشجرات أضافة إلى معرفة كافة تفاصيلها، ومن بعدها يأخذ الفريق هذه المعلومات لدرسها مدة شهرا في مختبرات الجامعة في اسبانيا قبل أن يعطي المهندس شهادة بعمر الشجرة الحقيقي.

رئيس الجمعية مرقص امل من كل الجمعيات في لبنان وكذلك البلديات في ان تبادر إلى اظهار تاريخ الاشجار الموجودة في كل القرى اللبنانية من اجل وضعها على الخارطة السياحية في لبنان ومن اجل ابراز الوجه الحقيقي الحضاري والبيئي للوطن. مشيرا إلى ان حلمه في الحياة بعد عائلة متعلقة بارضها وبوطنها وبمنطقتها هو معرفة اعمار اشجار الزيتون في بلدته والتي يزيد عددها عن ال130 الف شجرة.

من جهته المهندس انطونيو اعرب عن فرحته بوجوده في لبنان شاكرا عائلة مرقص والجنرال الاسباني على جهودهم في منحه هذه الفرصة لمعرفة عمر اشجار الزيتون، مشددا على ان هذا العمل سوف يساهم في اعطاء قيمة استثمارية مميزة لهذه الاشجار التي يفوق عمرها عن الـــ 1500 عاما.

اشارة إلى ان المهندس انطونيو معروف عالميا ومن الاوائل في العالم القادر على تحديد اعمار مئات اشجار الزيتون في العالم ولا سيما شجرة زيتون في اسبانيا عمارها 1701 سنة.

تتعدّد مزايا بلدة دير ميماس وصفاتها فهي اضافة إلى شجراتها المعمرة، تتمتع بموقع جغرافي رائع، وطبيعة خضراء؛ وثروة بشرية مثقّفة ومتعلّمة وآثار تاريخية تروي حقبات قديمة شهدتها وعايشتها. موقعها الإستراتيجي جعلها نقطة مهمة على مر التاريخ، فهي تجاور قلعة الشقيف الصليبية ونهر الليطاني الذي يحاذي حدودها الغربية.

تقع على تلّة وترتفع عن سطح البحر نحو 500 متر. تبعد عن بيروت نحو 92 كيلومتراً، وعن النبطية 18 كيلومتراً، وعن مرجعيون 8 كيلومترات. تقارب مساحتها 12 كيلومتراً مربّعاً. يبلغ عدد سكانها 4600 نسمة، نصفهم في المهجر (في أميركا وأوروبا واستراليا والخليج) فيما لا يتجاوز عدد المقيمين بشكل دائم 750 نسمة، ويقطن الباقون في بيروت.

تحدّها من الشمال القليعة ومن الشرق برج الملوك وسهل الخيام وكفركلا ومن الجنوب الطيبة من الغرب الليطاني وخلفه قلعة الشقيف

ارتبط اسم دير ميماس بالنهضة العلمية والثقافية التي شهدتها منطقة مرجعيون منذ نهاية القرن التاسع عشر فأُطلق عليها لقب "منارة الجنوب". هذا الأمر ساهم في تعدد انتماء أبنائها واختلاطهم مع مختلف المذاهب والأحزاب.







تعليقات: