حشرةٌ في حفاض الأطفال!


نشرت رنا على صفحتها عبر «فايسبوك» صورةً لحفاض طفلها من احدى «الماركات» البارزة والمعروفة في لبنان وفي دول أخرى، وقد ظهر في المنطقة القطنية التي من المفترض أن تلاصق بشرة الطفل مباشرةً، «حشرة» كبيرة مقتولة! هذه ليست قصة خيالية، بل واقعة حصلت في بيروت، وكان يمكن أن تعرّض حياة طفل للخطر، في ظل غياب الرقابة الحقيقية على المنتجات التي تقدّم للمواطن. وربما ليست القصة الوحيدة. ربما تكون قصةً يومية تحدث في الخفاء ومن دون ضجيج، بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لتمرّ مرور الكرام وتتكرر وتتكرر. رئيس جمعية «حماية المستهلك» الدكتور زهير برو، يستنكر لـ «السفير» «تكرار مثل هذه الأحداث في لبنان، ما يعني غياب الرقابة على المواصفات الإنتاجية والتصنيعية، وكذلك على المنتجات المستوردة، مقابل حفاظ التاجر على هامش الأرباح الذي يريد، بغض النظر عن رداءة المنتجات المستورة».

ويوضح أن «وجود مثل هذه الحشرات في الحفاضات سيفرز ميكروبات تؤدي بطبيعة الحال الى التهابات متنوعة، لا سيما التهابات البول عند الطفل بعد أن تتفاعل وتتحلل المواد السامة مع بول الطفل»، مناشداً «وزارة الصحة التدخّل للدفاع عن حق المواطن وصحّته، فهي ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الاحداث». ويقول برو: «هذه الحادثة تؤكد ان المعمل المصنّع ليست لديه وسائل للوقاية من الحشرات، وينتج في ظروف غير صحية وغير موثوقة ولا توفّر السلامة العامة للمواطنين، علماً أنّ المستهلكين لهذا النوع من المنتجات هم أطفال، وهذه مسألة خطيرة جداً».

الشركة المصنّعة ردّت على رنا بعد نشر الصورة، من فرعها في البرازيل مبديةً اعتذارها لما حصل، واستعدادها لتقديم أية مساعدة ممكنة. إلا أنّ الاعتذارات في مثل هذه الحالات لا تعني بالضرورة عدم تكرار الخطأ!

هذا مع العلم أن «السفير» كانت قد نشرت موضوعاً عن «فوط صحية مغشوشة تعرّض النساء للسرطان» في 20-12-2013، وبالتالي هي ليست المرة الأولى التي تحدث فيها حالات الغش وسوء الرقابة بحق المواطن اللبناني، لا سيما في مثل هذه الأنواع من المنتجات الدقيقة والحساسة والتي من الممكن أن تعرّض صحّة المواطن للخطر. أو في أبسط الحالات هي دليلٌ إضافيّ على عدم اكتراث الدولة ومن فيها لمصلحة المواطن ومعاناته اليومية.

الصورة التي نشرتها رنا تناقلها كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على أمل أن تصل إلى المعنيين قبل أن توضع طي النسيان ككل القضايا!

تعليقات: