إدمان برتبة (متألعطين)

الشاعرة هدى صادق: لا اجامل هنا فأنا دوما اتبع حاستي السادسة لاحكم على البشر
الشاعرة هدى صادق: لا اجامل هنا فأنا دوما اتبع حاستي السادسة لاحكم على البشر


بعض الناس يحقنون انفسهم بالمورفين ليسكنوا من اوجاعهم...!!

وبعضهم يحقنون انفسهم بالممنوعات ليهربوا من احزانهم...!!

وبعضهم يحقنون انفسهم بالكره ليحصلوا على نشوة احقادهم...!!

اما انا فقد حقنت نفسي بإدمانك

سراً وجهراً

أعترف ....

قد لا يروق للبعض ما اكتب

وقد يلومونني ايضا ويقولون عني تمدحين من لا تعرفين

واجيب قبل اسئلتهم وقبل علامات تعجبهم..!!؟؟؟

ليس شرطا ان ترى من تحاور لتعرفه..

وليس شرطا ان تعاشره لتلمس ما يخفيه..

وليس شرطا ان تجلس معه وتشرب كوب شاي او فنجان قهوة لتتغرغر بشخصيته ...

ربما كان في يوما ما بيننا تصادم

لكن بعض الصدامات نحتاجها بشدة كاصطدام السالب بالموجب ليهطل المطر ...

كاصطدام التراب بالماء

ليتثاءب المدّ والجزر ...

فما لمسته فيك ايها الانسان من انسانية وابداع وصمود وانفعال من واقع مرير..

يفوق ما لمسته من اناس قضيت معهم اغلب سنوات عمري ..

لا اجامل هنا فأنا دوما اتبع حاستي السادسة لاحكم على البشر...

لست ملاكا اعرف....؟ كما لست انا....

ولست شيطانا....؟ اعرف كما لست انا ....

لكننا ما بين الملائكية والشيطنة لا نظلم احدا...

لا نؤذي احدا...

لا نبيع اخلاقنا لاجل وسام

او ميدالية اعجاب...

او صك مرور لجمهوريات ما بعد التملق ...

لهذا احقن نفسي مرارا بمهدئات الحب والاحترام والود

واتناول دوما كبسولات للرحمة

كي لا اصاب بنوبات هلع من الرفض لمسح الجوخ

وتلوين لوحات ليست بمستوى الفن ...

فما اجمل ان نكون مدمنين على الحب، منتشين للود، ثملين بسكرة الاحترام، مترنحين بالصدق..

دون ان نفقد ولو لثانية عقولنا

او نغص بغيبوبة اللاواقع...

فإن كان السجن عقوبة الزامية لكل المشاعر الودية

فأنا اول انثي تطالب... بسجني معك

فما اجمل رفقة (المتألعطين ) ان ارادوا تسميتنا بهذا

وما اروع التنازل عن الحرية ان كانت الحرية عبدة في بلاط الجهل...

احيانا علينا الا نلتفت للوراء

حينما يكون الامام هو الانقي ...

احيانا علينا ان نجازف بالسير فوق اشواك الخطر

ان كان الخطر حيازتنا لممنوعات هذا الزمن

كالاحترام وتقدير انفسنا اولا ومن ثم تقدير الاخرين..

فما همك ان قالوا عنك مدمنا

طالما ادمانك سر احترامنا لك...؟؟؟

اطالبك بعدم اخذ علاج لإدمانك بعدم الشفاء منه

فهناك اناس سكارى دون ان تلمس شفاههم لسعة النبيذ ..

ولانهم سكارى فكيف سيحكمون على من يحاول ايقاظهم من السقوط في حفر الجهل والخطيئة الاخلاقية ..

لا تعد الى رشدك ان كان الرشد هو الاعتراف بجمال المسيئين،

او مجاورة الحاقدين،

او مصادقة المتملقين ...

وثق بي لن تروق للبعض وان كنت منزلا من السماء

ومحاطا بألف من ملائكة النور

فما يرضيك ثق به...

وما يعاند اخلاقك اتركه لمن يروق له..

فاعترافك بالادمان قمة الصحوة ..

التى يغار منها من يتباهي بصحة بها الف جرثومة خيانة وكره ودناءة نفس..

اعترف ان ادمانك جعلني ازيد من جرعات الحب والتسامح والتواضع...

مهما كلفني هذا من فقدان لأشخاص لا يميزون ما بين الادمان الطبيعي والادمان المرضي

فكن كما انت وان اتهموك بالتألعط مع انسانيتك

على ان تكون كما يرغبون يقظ

دون مشاعر انسانية وفاقداً للرحمة والاخلاق ....

موضوع ذات صلة للكاتب أسعد غصن "مدمنٌ أنا.. سامحوني‎"

تعليقات: