لا مطلقين ولا معلقين


أيها المسؤولون، تشجّعون الشباب اللبناني على الإنخراط في وظائف القطاع العام، لكن ما تفعلونه غير مجدٍ طالما أن خلافاتكم السياسية والطائفية تحول دون ترجمة هذا الأمر واقعاً. ماذا يعني ألا تصدر نتائج دورة قوى الأمن الداخلي التي مرّ عليها سنة وأربعة أشهر من تقديم أكثر من 12 الفاً من الشباب طلباتهم بين رتيب متمرن ودركي متمرن؟ وكذلك الأمر بالنسبة إلى دورة الأمن العام التي لا يزال الضباط الناجحون فيها ينتظرون توقيع وزير الداخلية نهاد_المشنوق نتائجها وإحالة مرسومها على مجلس_الوزراء ليسلك طريقه إلى التنفيذ؟

أمام هذه الوقائع، نرى العديد من الشباب يطلقون صرخات الغضب على صفحاتهم الخاصة في موقع "فايسبوك" يُناشدون فيها وزير الداخلية إعلان النتائج سريعاً.

في دردشة مع "النهار"، عبّر أحد المتقدمين إلى دورة قوى الأمن عن وجعه قائلا: "ضاع من عمرنا سنة ونصف السنة، ونحن لا معلقين ولا مطلقين. هذا أقل ما يمكننا قوله". يردف بغصة، "بصراحة، لا ندري ماذا نفعل، مربّطين، مش عارفين شو ناخد قرار...".

ويستعيد الشاب ما يجري تداوله عن أسباب تقف خلف تأخر صدور النتيجة، وتعزيها الى خلافات بين سياسيين من التيار عينه نظراً لحسابات مناطقية.

وقال الشاب الذي فضّل عدم ذكر اسمه "لقد نفد صبرنا وضقنا ذرعاً من الإنتظار الطويل غير المبرر، خصوصاً أن لا أحد من المسؤولين أو المعنيين مباشرة بقضيتنا حاول أن يشفي غليلنا، أو كلّف نفسه وأجاب على تساؤلاتنا".

وسأل السياسيين بناء على تشجيعهم إلتحاق الشباب بالدولة: "هل تعلمون كم من شاب هاجر بسبب تأخير صدور النتائج؟ أنا أعرف العشرات... هل تدركون كم شاب ترك عمله أو جامعته بسبب هذه الدورة التي وضعنا آمالنا عليها منتظرين إعلان نتائجها؟ وهل تفقهون كم ازدادت مشكلاتنا المعيشية، الإقتصادية، الإجتماعية وغيرها؟".

قوى الأمن ترد

"النهار" سألت مديرية قوى الأمن الداخلي عن الموضوع، فأجاب مصدر فيها: "بالنسبة إلى دورة الأمن العام، إنها لحوالى أربعين ضابط اختصاص فقط، وعلى أساس الحاجة سيتم إلحاقهم بها. أما في ما خص قوى الأمن، فالدورة سارية، لكن ثمة أموراً تقنية تحول دون إنهاء بعض الترتيبات التي تأخذ مزيداً من الوقت، ما يؤخر إصدار نتائجها إلى أجل غير مسمى".

ورداً على الكلام الذي يُحكى عن أن المشكلة الأساسية تكمن في الخلافات على الحصص السياسية المناطقية، يجيب المصدر باستهجان: "هذا الكلام غير صحيح ولا يمت إلى المنطق بصلة"، مؤكداً أن "الأجواء والظروف التي يمر بها البلد غير مؤاتية لعقد اجتماع يتم على ضوئه اختيار الأفضل بين الناجحين".

لسنا هنا في موقع انتقاد وزارة الداخلية عمّا إذا كانت أجوبتها مبررة أم لا، لكن الاسراع في بت النتائج ضرورة من أجل مستقبل الشباب المتقدمين الى الدورة.

تعليقات: