سقط القناع

الشاعر محمد مخزوم: سقط القناع أيا شياطين الممالك والقصورْ وكشّفت عمّا تخبّئه الصّدورْ
الشاعر محمد مخزوم: سقط القناع أيا شياطين الممالك والقصورْ وكشّفت عمّا تخبّئه الصّدورْ


سقط القناع أيا شياطين الممالك والقصورْ

سقط القناع وكشّفت عمّا تخبّئه الصّدورْ

لا صوت يعلو فوق صوت اللاهثين على الحدودِ يقبّلون الخبْز علّ الخبْز يمنح بعضهم يومًا إضافيًّا فقدْ أمسوا بلا وطنٍ وهم يخشون إنْ ماتوا البقاء بلا قبورْ

تبًّا لما فعلَتْ غرائزنا بنا حتّى استحلْنا حاقدينَ وشامتينْ

تبًّا لنا مِنْ صامتينْ

ها قدْ تفشّى الموت في أطفالنا

تبًّا لنا

لا الصّمْت ينفعهم هناك ولا المنايا تنتظرْ

تبًّا لأدمعنا التي لمْ تنهمرْ

تبًّا لما فعلَتْ بنا كتبٌ حملناها على أكتافنا عبْر العصورْ

قصصٌ قرأناها تعود إلى ملايين السنين ولمْ تزلْ بين الثغورْ

تبّا لنا

إنْ كان للأسلاف ثأرٌ بيننا

أو كان للأجداد ذنْبٌ

يا ترى ما ذنْبُ مَنْ لمْ يبْلغوا عمر الزّهورْ

تبًّا لما فعل الفجورْ

يا أيّها الحكّام خافوا الله فيما تحْكمونْ

أفلا تروْن إلى الذين حكمْتموهم يُضْربون ويُلْجمونْ

اولم تقولوا حسْبكمْ قرآنكمْ؟

حسنًا...

لكم ما تزعمونْ

أولم يقُلْ قرآنكم "كونوا مع المستضعفينَ" فأيّ قرآنٍ تراكمْ تقرؤونْ

عن أي ربٍّ يا ترى تتحدثونْ

إنّ الذين تشتّتوا وتهجّروا هم أهل هذي الأرض تشهد أنّهم هم أهلها حقًّا وأنتمْ لاجئونْ

ولأنّكم لا تتّقون الله فيما تعملونْ

ولأنّ عزّتكمْ تهونْ

ولأنّكم في كل يوم تصغرونْ

سقط القناع ولم تعد تخفي مواقفها العيونْ

سقطت نجومكمُ التي أطعمتموها خيبةً وتبخّرت كلّ البدورْ

رحل الصباح مع الصباح ولم يخالجْكم على أطْلالهِ ندمٌ...

فتبًّا للفتورْ

كفرَتْ حقول الياسمين بحُكْمِكُمْ

وتبرّأ التاريخ من أقلامِكُمْ

ولأنّ أوصاف العروبة لا تليق بمثلكمْ

ولأنّكم لا تنْتمون إلى الذكورْ

لنْ تلعبوا دور الذكورْ

ولأنّكم يا أيّها الجُبناء تخشون النّسورْ

لنْ تبحثوا عن وردةٍ مزروعةٍ بين الصخورْ

ولأنّكم لا تملكون إذا تحرّرْتُمْ شعورْ

لنْ تفقهوا ما يكتب الشعراء ما بين السطورْ

ولأنّ ذاك الطفل لم يخسرْ كرامتَهُ وقرّر أنْ يثورْ

سقط القناع وكشّفت عمّا تخبّئه الصدورْ

* الشاعر محمد مخزوم

تعليقات: