حكاية «أبو عنزة»


انس ام جنس؟

ابو عنزة ابن قرية حرفيش , ضرب فيه المثل من حيث قوته وجراته , يقدر الرجال حق تقدير ولكنه لم يخطر على باله بتاتأ ان يلتقي بأمرأة جريئه , قوية القلب تعمل ما يعجز رجال كثيرون عن القيام به.

واليك عزيزي القارئ / عزيزتي القارئ هذه النادره التي حدثت مع ابي عنزة:

في احدى سهراته مع شباب القريه حول موقد من النار في ليالي الشتاء الحالكة والباردة , كل يبرز جراته وما حدث معه , يتغني بتحدياته امام رفاقه حيث تراهنوا جميعاً في موضوع يقدر عليه رجال قلائل , تحدوا بعضهم البعض حول المهمه التاليه :

- الوصول مشيأ على الاقدام , بشكل منفرد الى مغارة دوشا , الواقعه من الجهه الغربيه للقريه على طريق وادي الحبيس من جهة سحماتا . ليضع علامه بارزه على باب المغاره لتكون اثباتا لرفاقه في اليوم التالي انه بالفعل وصل الى هناك .

فما كان من ابي عنزه الى ان يقدم نفسه متحديأ , وبالفعل ترجل الى المكان المذكور وفي نفس الليله ورفاقه يتسامرون حول النار الى ان يرجع رفيقهم وبالفعل وصل ابو عنزه الى المغاره , رغم كل مخاطر وتحديات الطريق وعندما وقف على باب المغاره يدق العلامه المتفق عليها , الا انه احس بضربه على كتفه , ثم وضع يده في حركه غير اراديه واذا به يلمس يد انسان وبعد لحظات تعرض لضربه ثانيه على الكتف الاخر , فلمست يداه عضواً اخر , دهش وخاف كثيراً من الذي سمعه والحركات التي احس بها وصرخ باعلى صوته في المغاره :- انت انس ام جنس ,انا لا اجزع ولا افزع فساصل اليك مهما كانت الاحوال واذا بصوت امراه خائفه يخفت في الدهاليز الداخله للمغاره فتوسلت تطلب الحمايه والرأفه والستره من ابي عنزه!

ومن ثم قصت عليه ما حدث معها انها من قرية دير القاسي المجاوره ومتزوجه من قرية الجش,تشاجرت مع زوجها الى حد قتله حيث قامت بتقطيع جثته اربأ اربأ ووضعتها في كيس, وعند المغيب حملته على ظهرها قاصده المغاره من قرية الجش , غربأ مرورأ بالوادي والذي سميه فيما بعد بوادي ناصر على اسم الزوج المذكور, مرورأ بحرفيش باتجاه وادي الحبيس لكي تلقي في الكيس هناك لتخفي فعلتها .

حقا انها نادرة تعجب لها ابو عنزة , حار في امرها وقساوة قلبها فما كان منه الا ان راف بها واعطاها الامان , وصل بها الى قريتها حيث قص القصة على مختار القرية وروى ما سمعت اذناه ورأت عيناه ثم قفل راجعأ الى القرية .

بدا الفجر بالبزوغ ورفاقه قلقون عليه لم يبرحوا المكان الذي سهروا فيه تلك الليله , حيث قص عليهم ما حدث وسبب تاخيره عنهم فما كان منهم الى ان توجهوا الى المغارة ليتحققوا من اقوال ابو عنزه وجراته , وبالفعل وجدوا العلامة المذكورة على الباب .

عندها اقروا له بعجزهم واعترافهم له لكن الذي ادهش ابو عنزة ورفاقه فعلة تلك المرأة وجراتها ولا عجب في العبرة التي استخلصها ابو عنزة من تلك الحادثة:

- عندما قال للامير ظاهر العمر:

- ساتيك بقلب اقسى من قلب امرأة

(القصه موجوده في كتاب مزاريب في الازقه ورياحين على المسارب) للكاتب

* جمع فواز حسين , حرفيش .

21/7/2015





تعليقات: