مسرحية الموت - الفصل الأخير

هل يقوى ادونيس على إضاءت الشموع وسكب الدموع؟ وداعا ايها الشهيد جورج الريف
هل يقوى ادونيس على إضاءت الشموع وسكب الدموع؟ وداعا ايها الشهيد جورج الريف


ترجيديا.. من بلد اسمه لبنان وعروسته بيروت.

هل اتاك حديث (جورج الريف) من بيروت..؟؟

أجل من بيروت..

مَن هي بيروت؟؟

بيروت ملهمة الأدباء والشعراء..تلك الأغنية الجميلة

..يا ست الكل يا بيروت..

توت..توت ع بيروت...بيروت المشوار.

والليل.. والنهار..وانفاس الشطآن

وشرفة الصباح..وغروب الشمس

والشفق الأحمر فوق شفاه الأفق

اسطورة من اساطير الأولين.. من النشأ الأول..

من ماء الخلود..والمُزن الأزلي.

حجارتها من نيازك السماء الصافية والقباب العالية حيث اعشاش النجوم البنفسجية وابراج الكواكب السنيّة حيث يقيم عطارد واخوه المريخ وذريتهما.. وعلى شرافات الابراج تتدلى العيون النجلاء كحلها من نور مشكاة.. وطرحتها سحابة بيضاء.

بيروت .يا دروب العاشقين..وزهور الياسمين ..ووجنتين وتفاحتين حمراوين بلون شقائق النعمان

وفرحتين وضحكتين وثديي عذرتين طاهرتين خاشعتين في محربين وصلاتين ..

حبيبت الكل يا بيروت يامهد العابرين والسائرين والراحلين.

كيف يغادر ويغامر مـَنْ احبك وانت دفتر العبور الى السموات السبع ..

كيف يستدير الجسد وينحني امام تنين الموت وانت قِبلة الحياة السرمدية والروح الزكية والحنان المتدفق والعطف الزاخر ومعطف..القدسين والتائبين الصابرين المتعففين حملة عرشك وحراس مرجك وفرسان سرجك.

يا بيروت هل اتاك حديث (جورج الريف.. ).؟

هل مازلتِ ذاك البلبل المغرد الشادي يعزف لحنك..كلنا للوطن.. ويملأ الساحات حبا وفرحا وحبورا وغرورا ويتراقص الفجر الأبيض على انغام يمامة زرقاء وقمارية تغتسل من الوان الطيف المتساقط من اعالي الصنين والهضاب المتكأة على عمود اشد صلابة وامنع حصانة واوثق متانة على الرياح العاتية وافواج التتار والانتحار وامواج البحار.

وإذا النفس البريئة سُئِلت بأي ذنبا قتلت..

والأغصان الطرية حرقت ومزقت وبعثرت وصلبت.

يابيروت.. طعنت بالف طعنة ولعنة ..افلا يعقلون

اين حرّسك وساسك ففي ليلة من ليالي عرسك قذفوا بك باكية خاوية.. ركلا.. وطعنا.. ورفسا وسحلا.. وبصقا ..وافرغوا في جيداءكِ ضغائنهم واحقادهم وغرائزهم وتنفسوا الصعداء وتكللوا بنياشين النصر...ويطلبوا المجد وبجاد العلى.

هكذا يابيروت يداس الانسان في عرينك ببساطيل التنين وحراب المجانين وازاميل المدمنين.

وانياب الوحوش تغرس.وجثث الفيلة تسحق العظام.

وتيتم الصغار وابرهة الاشرم يختال منتصب القامة.. وشايلوك مبتسما.يرمي بسحائب سوداء.

والجمهور يصفق للمشهد الأخير والعمر القصير وارباب العمل اخوت شايلوك المتثعلبين المنهمكين بشراء الذمم يكنزون المال الى يوم آخر ومشهد قادم.يبشرون بعصر الظلمات وجاهليات ابي جهل... وابي لهب ...وفرعون... اضل الله سعيكم

والحزن البريء يغرق بالعبرات وسكرات الحزن تنكء الجراح والثغور اليبسة تستغيث وتستنجد وتحتضن المقاعد ..مقاعد المغادرين مقاعد المظلومين عمدا وقسرا وقهرا وغدرا.

يا رفيقة عمره وزهرة حبه ومرآته الجميلة ماذا بقى وانت تشاهدين الفصل الأخير والمأتم النهائي والجسد الممزق وصراخات الموت وانين الرحيل ..

كم ترجيتي وجثيتي وبكيتي وعانقتي الأمل... العناق الأخير ..هل بقى من الأمل شىء يا بيروت هل تعود عشتروت بعد ان عريت وطحن جسدها الجميل بأنياب الوحوش وهل يقوى ادونيس على إضاءت الشموع وسكب الدموع؟ وداعا ايها الشهيد جورج الريف.

عبداللطيف حسن عبدالله -قطر

تعليقات: