وليد ابن الـ19 عاماً ضحية رصاص الزعران.. الى متى؟

 وليد المهتار
وليد المهتار


قبل أسبوعين احتفل وعائلته بنجاحه في امتحانات الشهادة الثانوية العامة، وتسجيله في الجامعة، كما عثر على وظيفة في فندق مرموق على أن يبدأ العمل يوم الاثنين الآتي، ولم يكتفِ بذلك، بل تسجّل في احد النوادي الرياضية للتخلص من الوزن الزائد الذي اكتسبه في الأشهر الأخيرة، وكان الحلم كبيراً لكن رصاصة واحدة من مجهول في الاشكال الذي دار مساء الخميس في قبرشمون قضت على وليد وطموحاته.

لم يكن لوليد مهتار (19 عاماً) يد في الاشكال الذي دار. كل ما في الأمر انه كان في الزمان والمكان الخطأين. ويقول ابن عمه نادر لـ"النهار": "بعد أن انهى حصته الرياضية قصد أحد محلات بيع الهواتف لشراء بطاقة تشريج، وبينما هو في طريقه وقع الاشكال بين مجموعتين من "الزعران"، وفي ظلّ الهرج والمرج واطلاق الرصاص أصيب وليد برصاصة في ظهره كانت سببًا بإنهاء حياته".

أخبار ذات صلة

اشكال أفضلية مرور يودي بحياة جورج ...كم أصبح القتل سهلاً في شوارعنا!

"كبسة زناد"

في ايامه الاخيرة كان فرحًا جدًّا، فقد شعر ان ما خطّط له منذ زمن بدأ يحصد نتائجه، الحصول على وظيفة أخيراً والقادم أجمل. لم يعِ أن كل التعب الذي مرَّ به للوصول الى ما هو عليه أضاعه شخصٌ بكبسة زناد في اشكال بدأ بحسب معلومات أمنية نقلها مراسل "النهار" رمزي مشرفية عندما اعترض شابان أحد سائقي الفانات فحصل شجار، وضرب الشابان السائق الذي حضر مع رفاق له وحصل عراك وتدخل على إثره مدير فرع الحزب التقدمي الإشتراكي في المنطقة ناجي الحسنية إلا أن العراك تطور فأصيب بنتيجته وليد المهتار بإطلاق نار، وكامل الجوهري بطعنات سكين، والإثنان من بلدة عرمون المجاورة ومن سائقي الـ"فانات"، وعمر هاني جابر في العقد الثاني من العمر، كما أصيب الحسنية، إلا أن وليد المهتار توفّي متأثراً بجروحه وقد نٌقلت جثته الى مستشفى بشامون التخصّصي، فيما نٌقل الحسنية الى الجامعة الأميركية، أما عمر جابر فقد عولج في مستشفى قبرشمون الحكومي".

"لن نرضخ"

رحل وليد فجأة من دون سابق انذار، تاركاً شقيقه وشقيقته في صدمة، في حين لم يصدق والداه الى الآن ان ضحكة المنزل تم اسكاتها على يد "زعران". يقول نادر "رحل الذي اعتمد على نفسه منذ صغره، وكان يدرس في النهار ويعمل في الليل حتى يحّصل علمه. اليوم تريد العائلة ان يتم التأكد مئة في المئة من قاتل وليد. ولفت نادر "اما ان نستلمه نحن أو اذا كان بالفعل هناك دولة فلتعاقبه بما يستحق، اما أن تدخل السياسة في هذه القضية وتبدأ محاولات دعم هذا وتبرئة ذاك، فذلك مرفوض لا نقبل به ولن نرضخ الا بتسليم القاتل".

توقيفات مستمرّة

اثر الاشكال نفذ الجيش انتشاراً في المنطقة وأمام مستشفى قبرشمون الحكومي ، وبدأت التحقيقات حول الحادث، كما بدأت الاتصالات لتطويق الاشكال حيث قدم الى المنطقة عدد من مسؤولي الحزب التقدمي الإشتراكي. واليوم تم تسليم 4 أشخاص شاركوا في الاشكال وهم: (ر. غ.) و(م. م.) و(ت. ج.) و(ا. ش.) الى مكتب فرع المعلومات في مدينة عاليه حيث يجري التحقيق معهم.

خرج وليد من المنزل من دون أن يعلم أنه لن يعود إلى احبائه وجامعته وعمله. ورحل عن الحياة مرغماً بسبب تهور انسان، قرر في لحظة أن يحسم اشكال بقوة السلاح. فالى متى يستمر التهاون في الامساك بالامن بجعل الأبرياء يسقطون في الشوارع برصاص "الزعران"؟!



تعليقات: