موسم البطاطا.. فرصة عمل لعائلات النزوح

تشهد سهول مرجعيون والخيام وابل السقي والوزاني التي انطلق فيها موسم قلع البطاطا، عجقة نازحين سوريين استقدمهم المزارعون من البقاع
تشهد سهول مرجعيون والخيام وابل السقي والوزاني التي انطلق فيها موسم قلع البطاطا، عجقة نازحين سوريين استقدمهم المزارعون من البقاع


مرجعيون ـ

جلّ ما ينشده النازحون السوريون الى لبنان هو تأمين عمل يقيهم العوز والحاجة، في ظل التراجع الكبير في المساعدات التي كانت تقدمها لهم الجهات المانحة المحلية والدولية.

والعمل بقلع البطاطا يتيح للعائلة السورية النازحة ان تعمل به من صغيرها الى كبيرها، ومن الأمي الى المتعلم، وإن كان المردود المادي لا يتجاوز 15 الف ليرة في اليوم، مع ما تيسر من حبات البطاطا الصغيرة أو تلك المعطوبة، ما يؤمن لهم الحد الأدنى من متطلبات العيش ببساطة.

وتشهد سهول مرجعيون والخيام وابل السقي والوزاني التي انطلق فيها موسم قلع البطاطا، عجقة نازحين سوريين استقدمهم المزارعون من البقاع، حيث هناك كثافة ممن يحتاجون الى العمل وإن بأجور متدنية، لكنها تسد ثغرة في جدار العوز والفقر الذي يعيشونه.

فهذه ام ابراهيم، من الرقة السورية، تعمل وبناتها الأربع وابنها البكر بقلع البطاطا، وتشير الى ان كلاً منهم يتقاضى 12 الف ليرة يوميا «لأنو بدنا ناكل، هربنا من الحرب والتعتير ومضطرين نشتغل بأي شي لتأمين لقمة العيش المجبولة بالعرق والتعب، خاصة وأنو ما حدا عم يطلّع فينا وما في مساعدات متل الأول وما بيوصلنا من الجمل أذنه».

ويلفت محمد هزاع، أبو حسين من الرقة أيضا، الى «اننا نأتي من البقاع لقلع البطاطا لأنو بدنا نعيش ونؤمن الأكل للأولاد، وهذا الموسم فرصة لنشتغل خاصة وانو بفصل الشتا ما كان في شغل وصرفنا ما في الجيب، وكمان مناخد معنا حبات البطاطا الصغيرة اللي ما بتنباع بالسوق لتكون وجبة افطار بهذا الشهر الكريم»، آملا العودة الى دياره «اليوم قبل بكرا لأنو عيشتنا صارت عن جد بهدلة، وانشا الله تنزاح هالغيمة عن بلدنا».

بين العشرات من العاملات بقلع البطاطا، هدير الأحمد، مدرّسة الموسيقى في سوريا، تعمل بصمت، وعلى وقع الجرارات الزراعية وأصوات العمال لا الموسيقى تنحني فوق الأرض لقلع البطاطا والشمس تلفحها بأوتارها الذهبية، مؤكدة ان ما يؤلمها ليس هذا العمل إنما ما يمر به وطنها «من دمار وموت لا يفرق بين صغير وكبير، أو بين طفل وإمرأة».

أما المزارع ميشال الباش، الذي يستقدم عمالا سوريين من مختلف الأعمار الى حقول البطاط التي يزرعها في سهلي مرجعيون وابل السقي فيشير الى انه مضطر لإستقدام هؤلاء العمال الى منطقة مرجعيون التي تشهد قلة في اليد العاملة، مع ما يرتبه ذلك من كلفة نقلهم من البقاع واليه، «ونحن المزارعون نواجه هذه الأيام مشاكل عدة وفي مقدمها مشكلة التصدير عبر البحر والأعباء المادية التي نتكبدها بعد اقفال طريق البر عبر سوريا، اضافة الى البطاطا المهربة والحصول على كفيل لكل عامل سوري، خاصة وأن زراعاتنا موسمية»، آملا من الجهات المختصة إيجاد حلول لهذه المشاكل التي تحد من تطور الإنتاج الزراعي.

تعليقات: