\"وبعدين؟\".. فيديو يعرض مأساة النازحين في لبنان


يُظهر هذا الفيديو التفاعلي رحلة ومعاناة النازح السوري منذ اللحظة التي يتجاوز بها الحدود السورية باتجاه لبنان. ينقل الفيديو للمتصفح تفاصيل الحياة التي يعيشها اللاجئ في لبنان، بدءاً من مهمته الأولى في إيجاد أي مسكنٍ يأويه وعائلته، فيقع الاختيار إما على المخيمات غير الشرعية أو على الأبنية السكنية غير الشرعية أو السكن في المدينة بطريقةٍ شرعية إنما باهظة التكاليف. ولكنه في الحالات الثلاث يعاني النازح ظروف حياةٍ مزرية للغاية.

في العرض، تم اعتماد طريقة الخريطة التي تعرض صورةً حقيقيةً في خلفيتها، ومن ثم اعتماد صور مرسومة يدوياً يقوم المتصفح بالنقر على كلٍّ منها، فيظهر له شرح أو صورة خاصة بها. وإذا ما أراد رؤية المزيد فما عليه سوى النقر مجدداً عليها حتى يظهر له فيديو يوثّق حالة كلٍّ منها.

عند نقر المتصفح على صورة الأبنية السكنية غير الشرعية، تظهر له صورة عامة لأحدها. من ثم تظهر له عناوين فرعية لما تحويه الصفحة ومنها : نازحون يروون قصصهم، الحصول على خيمة من المنظمات الأهلية. كما تظهر أسماء المناطق المحيطة بالمكان، إضافةً إلى عناوين تصف الواقع المرير الذي يعيشه النازحون والتي يروونها بأنفسهم من خلال النقر على عنوان "النازحون يروون قصصهم".

يوفر الفيديو التفاعلي للمتصفح عدداً كبيراً من الإحصاءات المفيدة والتي تنقل صورةً دقيقةً عن الواقع المرير الذي يعيشه النازحون والذي ينعكس سلباً على الواقع اللبناني.

بالنقر على صورة المخيمات غير الشرعية ينتقل المتصفح إلى صورةٍ كبيرة تحوي بدورها عدداً من العناوين التي توفّر للمتصفح معايشة تفاصيل معاناة النازحين. من هذه العناوين: اختبر الحياة داخل الخيمة، قم ببناء خيمتك، والتي يظهر فيها عددٌ من النازحين يقومون ببناء خيمهم. كما تظهر صورة لـ"اليونيسف" تعرض كيف يقوم الأطفال النازحون بالتعلم من خلال برامج "اليونيسف" بالتعاون مع مدرسين لبنانيين.

الخيار الثالث للنازحين هو الذهاب إلى أقرب مدينة ومحاولة إيجاد شقة للإيجار. في هذا الفيديو تم اختيار مدينة طرابلس، نظراً لأن جمعية "Solidarite’s International"، التي حررت الفيديو، معنية بمنطقة شمال لبنان. في المدينة رحلةٌ جديدة للنازح، حيث يقوم الفيديو التفاعلي أيضاً بعرض عددٍ من العناوين، التفاعلية بدورها، والتي يقوم المتصفح، من خلال النقر عليها، بمعايشة تفاصيل حياتهم.

كتبت وأخرجت الفيديو الصحافية المستقلة مارين براديل. وقد أنتجته جمعية "Solidarite’s International" وهي منظمة إنسانية غير حكومية، عملت لمدة 35 عاماً لتوفير الحاجات الأساسية، من مأكل ومشرب ومسكن، لهؤلاء المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة.

يتواجد فريق الجمعية اليوم في 19 دولة حول العالم، حيث يعملون لمساعدة الأكثر عوزاً كي يتمكنوا من العودة إلى ظروف حياتهم الطبيعية. وقد اشتركت الجمعية في الإغاثة الإنسانية لما تسببته الأزمة السورية منذ أواخر العام 2012 في سوريا ولبنان على حدٍّ سواء.

في لبنان، يعمل فريق الجمعية لتحسين ظروف حياة النازحين السوريين الذين يعيشون في شمال البلاد، ولتقليص خطر تعرّض صحتهم للخطر.

"وبعدين؟" هو اسم الفيلم الوثائقي المعروض، وقد تم أخذ العبارة من أفواه الناس الذين يعيشون واقعاً مريراً. غالباً ما تُسمع هاتان الكلمتان في المخيمات غير الشرعية عندما يحاول النازحون الحصول على المساعدات. وعلى قارعة الطرقات عندما يقوم الأطفال ببيع المحارم والعلكة.

وعلى الرغم من أن هذا السؤال هو بلا جواب، فإنه يُطرح على الدوام. أما الهدف من هذا الفيديو التفاعلي هو مساعدة المتصفح لمحاولة تخيل واقع حياة النازح السوري في لبنان. وكي يحاول فهم حياةٍ تكون فيها أساسيات الحياة من مأكلٍ وملبسٍ ومشرب، وحتى الذهاب إلى المرحاض، تحدياً يجب أن يُواجه على الدوام.

إحصاءات وحقائق:

إحصاءات خاصة بأعداد النازحين في لبنان:

- 1.5 مليون شخص قطعوا الحدود السورية باتجاه لبنان منذ بداية الأزمة السورية.

- 80% من هؤلاء النازحين هم من النساء والأطفال.

- في لبنان 1 من أصل 4 أشخاص هو من النازحين.

- يوجد في لبنان 1700 مخيم عشوائي.

- عدد الولادات الحديثة للنازحين تخطى الـ100 ألف خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

- عدد الأولاد اللاجئين، والذين يُعتبرون في عمر المدرسة، هو ضعفي عدد التلامذة اللبنانيين في المدارس الرسمية.

النفايات:

- نسبة النفايات في لبنان ارتفعت بنسبة 25 % منذ بداية الأزمة السورية.

- جمع النفايات يسري فقط على 19% من الأراضي.

- عام 2011 تمت إعادة تدوير 8% فقط من النفايات.

- 51% من النفايات تم طمسها تحت التراب، في حين تم ترك 32% في الهواء الطلق.

أطفال اللاجئين:

- صفّ "الطلاب الكبار" هو للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 و13 عاماً. ينخفض عدد الأطفال اللاجئين الذين يرتادون المدارس عندما يتجاوزون عمر الـ13 عاماً، حيث يوجد 2% فقط من هؤلاء يرتادون المدارس المتوسطة والثانوية.

- في لبنان، غالباً ما يعمل الأطفال اللاجئون في إيصال جرار الغاز، ويحصلون بالمقابل على أجرة تتراوح بين 4 آلاف و10 آلاف ليرو لبنانية (ما بين 2 و4 يورو).

- 70% إلى 80% من مدارس لبنان تقوم بالتدريس باللغات الأجنبية، الأمر الذي يزيد من صعوبة التعليم لدى الأطفال النازحين. وبناءً عليه، يتوجب عليهم تعلم لغة جديدة بشكلٍ مكثف من أجل متابعة الدروس التعليمية.

- في المناهج الخاصة بالنازحين، توجد حصة دراسية تُسمّى "حماية"، وهي تتمحور حول مخاطر عمالة الأطفال، كما أن هدفها تقليص تعرضهم للعنف.

- بالتعاون مع "اليونيسف" قامت الحكومة اللبنانية بوضع برنامجٍ تعليمي يهدف إلى تعليم 400 ألف طفلٍ نازح، إضافةً إلى العائلات اللبنانية التي تعيش تحت خط الفقر بحلول العام 2016.

- في العامين 2013- 2014 كان هناك 300 ألف طفل سوري غير قادرٍ على ارتياد المدرسة.

- وفقاً لإحصاءات "اليونيسف"، 7% من الأطفال الذين شهدوا الصراع في سوريا يعانون من "صدمةٍ شديدة"، كما أنهم يعانون من قلة التركيز ومن اضطراباتٍ سلوكية.

- حوالي نصف النازحين السوريين المسجلين في لبنان، والذين يبلغ عددهم 1.2 مليون، هم تحت الـ17 عاماً (600 ألف طفل). هذا في الوقت الذي يستوعب النظام التعليمي في لبنان تعليم 300 ألف طفل.

في المدينة:

- على النازحين السوريين، كي يتمكنوا من الحصول على المساعدات، أن يقوموا بالتسجيل لدى "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين". لكن لبنان لم يوقع على "اتفاقية اللاجئين" الصادرة في العام 1951. لذلك يعتبر اللاجئون السوريون في لبنان لاجئين من دون صفة قانونية، وعليه فإن التسجيل في المفوضية لا يضمن أن تقوم السلطات اللبنانية احترام حقوق النازحين.

- في شمال لبنان يوجد 284 ألف نازح.

- في طرابلس يوجد 200 ألف مواطن، و40 ألف نازح سوري.

- 57% من النازحين السوريين يعيشون في شققٍ خاصة، والذين قدم معظمهم إلى لبنان مع بداية الأزمة السورية.

- حصل مع النازحين ارتفاعٌ كبيرٌ في الطلب على الشقق، والذي جاء نتيجة قدوم عددٍ أكبر من النازحين بالتزامن ارتفاع أسعار الإيجارات، والذي يعني أنه أصبح من الصعب جداً إيجاد شقة ذات أسعار معقولة ليقطنها النازح. وبما أن عدداً قليلاً جداً من العائلات يتمكن من دفع الإيجار المعتدل في لبنان والذي يبلغ 200 دولار شهرياً، تقوم العائلات بمشاركة السكن في شقةٍ واحدة كي يتمكنوا من تقاسم الإيجار.

تعليقات: