النيران التهمت خيم النازحين السوريين في البقاع الغربي

المآسي والاحزان تلاحق النازحين السوريين الذين يكتوون بنار النزوح
المآسي والاحزان تلاحق النازحين السوريين الذين يكتوون بنار النزوح


البقاع ـ

ما زال مسلسل المآسي والاحزان يلاحق النازحين السوريين، ودائماً يدفع الثمن الفقراء الهاربون من عواصف الدمار والموت، الى الحرائق التي تجتاح مساحات خيمهم الضعيفة أمام السنة النار.

وجديد فصول تللك المآسي كان مسرحه يوم أمس، مخيم الجراحية في المرج، حيث انفجر غاز صغير بامرأة أثناء طهيها الطعام لأطفالها، وبدقائق انتشرت النيران، وبدأت بالتهام الخيم واحدة الأخرى، يغذّيها المناخ الملائم لاستعار النيران بشدة وبمساعدة الهواء حيث لم تصمد حوالى 150 خيمة من أصل مئتي خيمة امام اجتياح النيران، التي تسببت بتشريد حوالى 700 شخص غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ، فكانت الحصيلة وفاة طفل (3 سنوات) احتراقاً بشكل كامل، كما أُصيب 12 آخرين غالبيتهم بحالات اختناق توزّعوا على مستشفيات البقاع.

وفي التفاصيل، إنّه عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، اشتعلت خيمة يقطنها ابراهيم الاعور نتيجة انفجار قارورة غاز من الحجم الصغير، في الجهة الشمالية الغربية من مخيم الجراحية، وبعد اتصالات مكثّفة من قِبل الاهالي بفرق الدفاع المدني الذي تأخّر نحو ساعتين عن بدء الحريق، والغياب الكلي لبلدية المرج التي لم تبادر الى اتخاذ أي تصرّف من شأنه تخفيف الخسائر، ما أدى الى توسّع رقعة النيران لتشمل العشرات من الخيم، بعدما عجزت الطرق البدائية التي لجأ اليها قاطنوا المخيم وأهالي البلدة المجاورين، هذا ما جعل الخسائر أكبر.

أما التقصير الاكبر فيعود الى المنظّمات والجمعيات الدولية التي تعتبر نفسها أنّها تقدّم الخدمات لهذه المخيّمات، وتؤكد بزيارات مسؤوليها على حسن المعاملة وتنفيذ الشروط الكاملة بحماية هؤلاء النازحين ليتبيّن أنّه ليس هناك أدنى شرط من شروط الحماية وتحديداً بالخيم، حيث إنها كلها مصنوعة من النايلون والبلاستيك، مثبتة على أعمدة خشبية يضاف اليها أن معظم الادوات المستعملة والممنوحة من هذه الجمعيات بمعظمها من النايلون والبلاستيك وتحديدا الفرش والحرامات والحصر، ما يجعل منها مادة للاشتعال السريع في ظروف مناخية عادية.

وبرزت مشكلة اضافة الى تشرد نحو مئة وسبعين عائلة، ايضاً أدى الحريق الى احتراق وفقدان الاوراق الثبوتية لهذه العائلات النازحة من ريف حمص وحلب، ما يصعب عليهم الاستحصال على بدل عن ضائع.

على أثره حضرت سيارات الصليب الاحمر وسيارات الاسعافات التابعة لجمعيات البلدات المحيطة، وفرق الدفاع المدني من مراكز بدنايل وقب الياس والمصنع وبرالياس، وبعضها وصلت سياراتهم فارغة من المياه، كما حضر عناصر مخفر المصنع وفتحوا تحقيقا بأسباب الحريق.

تعليقات: