شقيقان من ديرميماس سجّلا ابتكارات كلّ في مجال عمله


لطالما ارتبط اسم بلدة ديرميماس بالنهضة العلمية التي وصلت اصداؤها ونجاحاتها الى كلّ العالم. بلدة الزيتون المعمِّر الذي "يجايل" بعضه السيد المسيح، أغنت العالم بأسماء حفرت مكانًا لها في سجل العلوم والمعارف...

رنيه ودانيال كامل مرقص شقيقان من بلدة ديرميماس، سجّلا مؤخّرا ابتكارات جديدة كلٌّ في مجال عمله، وفي دول لا بل قارات مختلفة. فوصلا لبان الوطن الآسيوي بتشيكيا الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية، وعادا يهديان نجاحاتهما الى أقدم شجرتي زيتون(ألفي عام) في البلدة، ليتذكّرا دوما أن جذورهما يجب ان تبقى في هذه الارض التي منها انطلقا.

"النهار" التقت الشقيقين مرقص في ديرميماس حيث كانا يمضيان اجازة مع العائلة قبل الانطلاق مجدّدا لمتابعة مشاريعهما التي أطلقاها منذ مدّة مسجّلين براءتي ابتكار يُتوقّع لهما نجاحا ومستقبلا بارزين.

رنيه (33 عاما) الذي تخرّج من الجامعة الاميريكية AUB في بيروت عام 2004 مهندسا مدنيا، لم يراوده كغيره من الشباب قلق التفتيش عن عمل مناسب، فوالده يحمل دكتوراه في الهندسة المدنية وصاحب شركة في دبي الا انّ طموحه كان أكبر من ذلك. أراد التحدّي لأنّه كان واثقا ان بامكانه رسم حياة غير اعتيادية لنفسه. وبعد تشجيع والده انطلق برسم مسار عمله الجديد، فسافر الى افغانستان حيث عمل مدّة عام في بناء المدارس والطرق مشرفًا على أكثر من مئة مهندس وعامل. ومن افغانستان اتّجه الى كاليفورنيا لمتابعة دراسة الماجستير ثم الدكتوراه في جامعة ستانفورد، تزامنا مع عمله. وقد أظهر رينيه كفاءة عالية في دراسته والمسابقات التي شارك فيها، مكّنته من تأسيس شركة خاصة تحت اسم "Alice"ArtificiaL Intelligence Construction Engineering للهندسة المدنية بحسب الأبعاد الرباعية. هي أول شركة في العالم تستلم نموذج مشروع 3D، وتحوّله إلى 4D الذي يمنح الزبون آلاف الخيارات في تنفيذ المشروع، وقد "انطلقت من المشاكل التي يعاني منها المهندسون المدنيون عادة وهي الوقت والميزانية، فابتكرت برنامجا 4D يسهّل هذا الأمر ". ويعقّب رنيه انه اراد من هذا الابتكار تغيير الصورة النمطية للهندسة المدنية لتصبح في صلب التكنولوجيا الحديثة مشيرا الى انّ هذا الابتكار يلاقي نجاحًا كبيرًا بعد تجربته وقد حصد النتائج المرجوة منه".

رنيه سار على خطى والده في الهندسة المدنية، وحافظ على اخلاقيات العمل التي حملها معه في كل مكان عمل فيه. ولا يخفي حبّه للوطن الأم وسيعود للاستقرار فيه يوما ناقلاً تجربته في العمل.

سباق تسلّق التلال

أما دانيال(31 عاما) فقد اختار هندسة الكمبيوتر اختصاصا له، يثبت فيه قدراته وابتكاراته. انطلق من الجامعة الاميركية في بيروت الى براغ العاصمة التشيكية لتأسيس شركة خاصة بتطبيقات وألعاب للهواتف الذكية والكمبيوتر. واولى ابتكاراته في هذا المجال لعبة road racer hills او رالي الجبال. قد يكون لها مثيلات سابقا، الا أنّ ما طوّره داني يستحقّ التوقّف عنده. فالتطبيق الجديد ديناميكي ويلائم الواقع الميداني بناء على مسح مسبق للدول التي تدخل ضمن السباق كأميركا والصين والامارات العربية المتحدة ومصر، ويتم اكماله بما يتناسب مع الواقع. جديد هذه اللعبة ايضا انها توسّع افق المشارك ومخيّلته لأنّها تتطلب استراتيجية معيّنة وفيها الكثير من التحديات كالتلال المنحدرة بطريقة ال3D. وتتمّيز ايضا بالقدرة على تحديث السيارة بخيال واسع، ما شكّل نقلة نوعية في هذه اللعبة التي باتت تحتّل مراكز متقدّمة على الهواتف الذكية.

ومن الميزات التي يمكن التوقّف عندها ان المشارك يختار سيارته وبنفسه كذلك ثيابه وقصّة شعره وتمكنّه من التوقف في صالة الشخصيات المهمة حيث التعرّف الى اصدقاء من كل العالم ومكافآت وغيرها...

ولفت دانيال الى انّه اعتقد في بداية عمله ان صناعة هذا النوع من الالعاب سهل، لكنّه اكتشف مدى ارتباطه بعلم الرياضيات...

وكشقيقه يرغب دانيال بالعودة للاستقرار في لبنان آملا ان تتحّسن الظروف الأمنية، كي يتسنّى

لكّل صاحب كفاءة ان يترجم افكاره العملية بمشاريع تنعش الاقتصاد اللبناني وتحييه. ويرى داني ان لبنان هو الميزان بين الشرق والغرب وهذه ميزة فريدة تجعله يتمنّى الاقامة الدائمة فيه.






تعليقات: