رعاية أسر الشهداء في القومي زارت ضريح سناء محيدلي في ذكراها الثلاثين

الشهيدة سناء محيدلي وضعت المداميك الأولى لتحرير أرضنا من رجس أقدام الهمجية
الشهيدة سناء محيدلي وضعت المداميك الأولى لتحرير أرضنا من رجس أقدام الهمجية


نظمت مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة في الحزب "السوري القومي الاجتماعي"، زيارة لضريح الشهيدة سناء في بلدة عنقون الجنوبية، وذلك بمناسبة الذكرى 30 للعملية الاستشهادية التي نفذتها محيدلي ضد العدو الصهيوني. حيث تم وضع أكاليل زهر على الضريح، وغرس نصوب واشجار.

وشارك في الزيارة عدد من مسؤولي الحزب، وممثلو أحزاب وقوى وطنية وفاعليات اجتماعية وتربوية ودينية ومواطنون وقوميون.

ابراهيم

وألقت ممثلة "حزب الله" دلال ابراهيم، كلمة أشادت فيها ب"تضحيات الشهيدة سناء والشهداء الأحرار في سبيل عزة الوطن وكرامته"، شددت على " ضرورة الاستمرار في تحقيق الانتصارات، من خلال مقاومتنا للظلم، من أي جهة أتى، سواء من العدو الصهيوني، أو من أدواته التكفيريين وأعوانهم".

وختمت متوجهة إلى الشهيدة سناء محيدلي "نامي قريرة العين، فالمقاومة لم تذهب إلى دنيا العرب الواسعة، وإنما بقيت هنا على تلال الشرف".

جزيني

في حين أكدت ممثلة حركة "أمل" إكرام جزيني أن "عروس الجنوب ستبقى منارة للحرية، وعنوانا للتصميم على شراكة المرأة والرجل في ساحات الشرف".

وختمت بتلاوة وصية الشهيدة سناء، التي كانت كتبتها بخط يدها قبل أن تنفذ عمليتها الاستشهادية على معبر باترـ جزين في 9 نيسان 1985.

رياشي

وألقت رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الحاجات الخاصة في الحزب "السوري القومي الاجتماعي" نهلا رياشي كلمة قالت فيها: "ثلاثون عاما، وما زالت سناء مزروعة في تراب الجنوب المقاوم، تستقبل الفجر بحكمة الضوء المنقوشة نجوما على جبين الظلام، وتملأ علينا حضورنا. ها هي بيننا، تعلمنا أن وجودنا لا يورق إلا في مواويل التضحيات الكبيرة. وتردد: أحبائي، إن الحياة وقفة عز فقط. أنا لم أمت، بل حية بينكم. باسمها، نفتتح نداء الحياة".

أضافت "جئناك اليوم، يا ملهمتنا، نحن رفيقاتك في مؤسسة أسر الشهداء، نحمل فسائل من جذور صنوبرات العرزال، من هناك، من ضهور الشوير، حيث شع نور النهضة التي جمعتنا، رفقاء ورفيقات، في موكب الصراع والاستشهاد، في سبيل أمة نريد لها الحياة والمجد والانتصار. حملنا هذه الغرسات، نزرعها في أرض الجنوب، هنا في رحاب عنقون، التي أدخلتها عمق التاريخ، باستشهادك هناك، في باتر، مفجرة تجمعات الأعداء، فانتصرت على الموت بالموت، ووضعت المداميك الأولى لتحرير أرضنا، من رجس أقدام الهمجية".

وتابعت "ونحن نحتفل بذكرى استشهاد عروس الجنوب، نستعرض وقفات العز، بين ماضي أمتنا وحاضرها. نحتكم اليوم إلى الغد كلما حاصرنا الأمس. وما لنا وللماضي، نقول: النفوس الكبيرة المتسامية بنفحات العز تتنشق الحق وتعتنقه مذهبا وعقيدة. أما النفوس التي فقدت إيمانها، فتهن منها العزيمة وتستسلم في منتصف الطريق، وتبيع الأرض والوطن بكرسي مهزوز على شبر من تراب".

وأردفت "أجل، يا شهيدتنا الخالدة. هذا هو قدرنا أن دمنا هو حدود الأرض وتاريخ الزمن. وخلف صمت المقاومة، زلزال يهدر وأبطال تزمجر، وسننزع من بين ظهرانينا العملاء والخونة والغادرين والفاسدين والمفسدين، فمرجلنا يغلي، ولا قوة في العالم توقف حركتنا الزاحفة نحو التحقيق والانتصار. فانظري يا سناء من عليائك، إلى رفقائك نسور الزوبعة المصرين على نصر، لو شئنا أن نفر منه لما وجدنا إلى ذلك سبيلا. يقاتلون في صفوف المقاومة مع فرسان جيشينا الباسلين، من تلال حرمون والسلسلة الشرقية إلى الداخل في الشام، وقد زحفت غابات الأسنة صفوفا بديعة النظام، فكانت لأمتنا إرادتها الحرة التي لا ترد، لأنها، كما قال زعيمنا الخالد، هي القضاء والقدر".

وسألت "ماذا بعد؟ بعد كل شتاء، ما فات بلادنا ربيع واحد. وبعد كل ربيع عندنا للحصاد مواسم. وموسم تموز ما خان عهده معنا عبر تاريخنا، من وقفات العز حتى الأحمر القاني".

وختمت "طيبي نفسا، يا سناء، وقري عينا، فحزبك ورفقاؤك ومقاومتك، على العهد باقون، وقوافل الشهداء تسطر ملاحم انتصارنا المبين، تحت خفق الرايات التي لم تتمكن من تنكيسها، يوما، الإرادات الأجنبية وعملاؤها، في حربهم الشرسة علينا، منذ رفعنا الأيادي زوايا قائمة وتعالى هتافنا لحياة سوريا".

وبعد إلقاء الكلمات، شارك الحضور بغرس 30 شتلة صنوبر في المكان، بعدد السنوات التي مضت على استشهاد عروس الجنوب، وكخطوة أولى على طريق التحضيرات لبناء حديقة عامة تحمل اسمها وتخلد ذكراها.


تعليقات: