ما سبب الإنتصارات السريعة في العراق ‎؟


هناك سببان رئيسيان لهذه الإنتصارات ، وقبل توضيحها ، رغبتُ ذكر قصة صغيرة حدثت في العراق وفي محطة قطارات البصرة بالذات :

سنة 1948 عند الإعلان عن قيام الدولة الصهيونية المسخ كان الكثير من شعوب الأمة العربية يتطوعون لقتال الصهاينة ، ولم يعلموا ذاك الوقت بأن فلسطين بِيعَت ، كان شاب عراقي يقف في محطة قطارات البصرة مع آخرين من الشباب للذهاب دفاعاً عن فلسطين ، وكانت امرأة في وداع هذا الشاب ، ماذا قالت له وهي تعلم انه قد لا يعود :

" َبيِض وجهي امام الله يا ولدي "

وهكذا امهات العراقيون اليوم يدفعون بهم لتحرير ارض الوطن من الدواعش الدخلاء ومن الأمريكان .

لنعود الى موضوعنا ، لمعرفة سبب هذه الإنتصارات التي أذهلت أميركا وحلفاؤها قبل الغرباء الدواعش .

المعروف ان أميركا احتلت العراق سنة 2003 وبقي العراق تحت هيمنتها تعبث به وبتراثه واغتيال علمائه وتفجير احياء مدنه بالسيارات المفخخة .

تنبه العراقيون الى هذه اللعبة القذرة من الأميركان ، وابتدأت المقاومة السرية لهم الى ان اجبروا على الخروج بدون شروط لتصلب المالكي يومها واصراره على عدم إعطاء الأمريكان اي امتياز ، ولكن بقي من الجيش الأمريكي إعداد قليلة بحجة تدريب الجيش العراقي وتهيأته وتجهيزه .

الأمريكان بكل قوتهم الإستخباراتية وما جهزوا له من مرتزقة ومن حاقدين على الإسلام والمسلمين من عناصر القاعدة المصنوعة بأيديهم وعلى نهجهم وتفكيرهم ، بدأوا بالأعمال الإرهابية بتفجير الأحياء السكنية بالسيارات المفخخة حتى وصلت العمليات لأكثر من 50 عملية سيارات مفخخة في بغداد في اليوم ، كل هذا حتى يخضع المالكي لمطالبهم ، ويعودوا بعد ان خرجوا ليبقى العراق تحت سيطرتهم ، وبأختصار المالكي لم يخضع ، وابتدأوا بخلق اضطرابات سياسية بمعرفة عملائهم من ألنواب ، وبخلق فتن طائفية ومذهبية ، ومن ثم خططوا لسقوط الموصل ، وهكذا كان .

لم يعد بإمكان المالكي الإستمرار بالحكم لوجود معارضة له ولإدراك مرجعية السيد / السيستاني ( ق د ) بأن بقاء المالكي قد يؤدي الى حرب أهلية خطط لها الأمريكان ومن معهم من العرب .

استلم العبادي زمام الأمور وتولى رئاسة الوزراء وكان مقبولاً من الجميع ، وبدأ بتجهيز الجيش لأسترجاع الأنبار ونينوى وصلاح الدين ، خاصة وان الإرهابيين باتوا على أبواب بغداد لا يبعدون اكثر من 100 كلم عن بغداد .

بدأ الجيش العراقي يخوض معارك ضارية مع الإرهاب وكان تقدمه بطيئاً بفضل الخبراء الأمريكان الذين لا يريدون الإنتصار للجيش ولا وصول الإرهابيين الى بغداد .

بعد ان نضجت الظروف اصدر السيد/ السيستاني ( ق د ) فتواه الشهيرة بتحرير الأرض من الدواعش تحت قيادة الجيش العراقي ، وبذلك قطع الطريق على كل لاعب بالرماد .

تألفت قوات الحشد العراقي وابتدأت جنباً الى جنب مع قوات الجيش الذي استغنى عن خبرات الأمريكان ، واستبدلهم بآخرين من الإيرانيين والروس وبأسلحة جديدة تدفقت على العراق من ايران والروس .

دعت امريكا لمحاربة الدولة الإسلامية ( داعش ) وشكلت ائتلافاً لذلك في العلن ولكن في السر كان هذا الإئتلاف لمساعدة الدواعش ، والدليل على ذلك إسقاط المساعدات من أسلحة ومواد غذائية وكل ما يطلبه او يتطلبه داعش ، ومن ثم تقول هذا اسقط بالخطأ ودائماً أميركا تخطئ وما اكثر أخطاؤها في باكستان ايضاً .

جن جنون أميركا في كوباني بعد ان ابتدأ التطهير من الدواعش بمساعدة إيرانية ومقاتلي الحشد الشعبي الذي له الفضل الكبير في التقدم على جميع الجبهات جنباً الى جنب مع الجيش العراقي واولاد العشائر .

تحاول أميركا ان تنسب لها الإنتصارات العراقية ، بإعلانها عن القيام مؤخراً بطلعات جوية بضرب الدواعش ، ( كانت أميركا وحدها بدون الإئتلاف عند ضرب صدام حسين بطلعات جوية كانت تغير باليوم الواحد لأكثر من 1500 غارة ، ) بينما تُغير على الدواعش في الإسبوع بما لا يجاوز ال 7 الى 10 غارات .

الإنتصارات السريعة كانت بسبب الإستغناء عن الخبراء الأمريكان واستبدالهم بخبراء ايرانيين لهم المعرفة التامة بحرب العصابات والإرهاب وبخبراء روس وأسلحة من كلا الدولتين

السبب الثاني دخول الحشد الشعبي والذين لديهم خبرة ايضاً في حروب الشوارع والعصابات فضلاً عن عقيدة يؤمنون بها وهو محاربة الظلم أينما كان فكيف اذا كان في ديارهم .

السبب الثالث والذي قطع الطريق على كل من يلعب بالنار واغذاء الفتن المذهبية مشاركة أبناء العشائر في القتال ضد الدواعش .

لنترقب جميعاً ماذا سيحل بالدواعش في العراق على يد ابطال الجيش العراقي وابطال الحشد الشعبي وأبناء العشائر ، وهذه الإنتصارات ستنعكس على الوضع في سوريا ، وسنتخلص بإذن الله من الإرهاب والدواعش ومن كان السبب في وجودهم ، ومن الحروب الداخلية . ؟..

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: