الذكرى السنوية لوفاة والدي‎ الحاج أبو حسين علي قاسم غصن

الحاج أبو حسين علي قاسم غصن والحاجة فاطمة حسين هاشم (أم حسين غصن)
الحاج أبو حسين علي قاسم غصن والحاجة فاطمة حسين هاشم (أم حسين غصن)


أبي، في الذكرى الثامنة عشر لرحيله (24/2/1997)

أمي، في الذكرى السادسة لرحيلها (16/5/2009)

ما علماني إياه أبي وأمي على مدى فترة تواجدهم معي، الكثير، الكثير

وما علمني فراقهم، كان أكثر وأكثر،

مذ رحلوا، أصبح للماضي كل المعنى، لأنهم كانوا يسكنونه

وفقد الحاضر معناه، لأنهم هجروه،

ويبقى هنالك أملٌ في المستقبل، علنا نلتقي بهم،

لذا، قررت أن أعيش في الماضي بانتظار المستقبل..

وكأن على الحاضر بكل ما يحتويه من ألم وفرح وتناقضات وعدم رضى

يصبح فجأة جميلاً،ولكن بعد أن يرحل، وحين يكون مستحيلاً استرجاعه

اشتاق للماضي، بكل ما فيه، ولكل من كان فيه

حارتي، جيراننا، بيتنا، مدرستي، أصحاب الدكاكين، الباعة الجوالين،

وحتى المارة في الشوارع، الذين أعرفهم، والذين لا أعرفهم

كلهم رحلوا، لم يبقى من الماضي إلا ما نحمله في قلوبنا ووجداننا من محبة وذكريات ووفاء لهذا الماضي،

الماضي الذي كلما فكرت أن ابتعد عنه ولو قليلاً، يزداد شوقي له وتعلقي به،

قد نتساءل يوماً إلى متى يبقى هذا الشوق، و هذه الحرقة عند رؤية صورهم أو تذكرهم، ولكن يأتي الرد ضمن ما علمتني إياه أمي، بعد رحيلها،

أمي ابنة التسعين، كانت تبكي بحرارة عندما كانت تتذكر جدتي، وتتمنى أن تراها ولو للحظة،

أما أبي، فقد كان يتيماً منذ صِغره، لعله لم يكن لديه أية ذكريات عن والديه، ولم يعيهم أو يتعود عليهم، لكن بالرغم من ذلك كنت أرى الحزن بعينيه، لأنه حرم من نعمة العيش مع الوالدين

يا من رحلتم عنا، وتركتمونا نعاني الآم فراقكم،

ستبقون في قلوبنا وذاكرتنا وتفاصيل حياتنا،

وسنبقى نشتاق لكم، حتى يتوقف هذا القلب عن الخفقان

رحم الله كل من غادرنا،

سجل التعازي بالمرحومة الحاجة فاطمة حسين هاشم (أم حسين غصن)


تعليقات: